ترك برس
وقعت تركيا وقطر على 16 اتفاقية مُشتركة بينهما، وكان أهم هذه الاتفاقيات؛ اتفاقية تزويد قطر لتركيا بالغاز المُسال بشكل مفتوح وبالكميات التي تحتاجها، وتمت هذه الاتفاقية بحضور الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الذي قام بزيارة قطر بتاريخ 2 ديسمبر 2015، والأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، وعلى صعيد متوازن قام رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" بزيارة أذربيجان بالأمس 3 ديسمبر 2015، وتم الاتفاق بين الطرفين على تسريع عملية إنشاء "مشروع تاناب" الذي يمر بتركيا وينقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا.
هذه هي المباحثات والاتفاقيات التي قامت بها تركيا من أجل إيجاد بديل عن روسيا في قضية توفير الغاز الطبيعي، وتعقيبا ً على هذه القضية، يكشف الباحث التركي "محمد تازكان"، في مقاله"البوتينية تعني الإدارة المزاجية"، أن "تركيا ستبذل كل مافي جهدها من أجل توفير بديل عن روسيا التي قامت بالرد على عملية إسقاط الطائرة بشكل غير متناسب وغير متماثل مع طبيعة الحادثة، وبالتالي تعدت قواعد القانون الدولي التي تمنع التمادي والتضخيم في رد الدول على الهجمات التي تتعرض لها "في حين كانت غير مُعتدية على الطرف الأخر"".
ويضيف تازكان "روسيا اعتدت على الحدود السيادية لتركيا، وجاء رد تركيا على ذلك في ضوء القانون الدولي، ومع ذلك روسيا لم تعتبر للقانون الدولي، وتقوم الأن بتهديد تركيا برد قاسي وكأن تركيا مُعتدية على روسيا دون حق، في ظل الخرق الروسي الواضح للقانون الدولي وفي ظل عدم احترام روسيا للعلاقات النوعية التي تربطها مع تركيا وفي ظل ابتعاد القيادة الروسية عن العقلانية والواقعية في التعامل مع تركيا، اضطرت الأخيرة إلى البحث عن بديل "عقلاني" عن روسيا التي تبعد وقيادتها عن معاني التعاون الاستراتيجي".
وفي تقريرها المتصل بذات الشأن، ألمحت صحيفة يني شفق بأن "تركيا بدأت وبكل جدية نحو تنويع مصادرها الخاصة بالغاز الطبيعي، فبعد زيارة رئيس الجمهورية "رجب طيب أردوغان" إلى قطر وتوقيعه على اتفاقية طويلة الأمد وكافية، اتجه رئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" إلى أذربيجان واتفق مع الرئيس الأذربيجاني "إلهام علييف" على تسريع موعد إنهاء مشروع تاناب إلى ماقبل موعده المحدد، الموعد السابق المحدد لإنهاء مشروع تاناب كان 2018".
وحسب الصحيفة المعنية، فإن مشروع تاناب سينقل إلى أوروبا 16 مليار مكعب، وستحصل تركيا التي يمر خط المشروع من أراضيها، على 6 مليار مكعب من الحجم الإجمالي للغاز المنقول.
وترى صحيفة صباح، في تقريرها "الحملة التركية لتنويع مصادر الغاز" أنه "إلى جانب البديل القطري والأذربيجاني، يظهر للسطح إقليم شمال العراق، وكانت تركيا قد اتفقت العام الماضي مع قيادة الإقليم من أجل استيراد الغاز الطبيعي من الإقليم من خلال "مشروع بوتاش" وحسب هذا المشروع الذي يحمل إسم الشركة التركية الوطنية المستوردة للغاز الطبيعي، سيتم تزويد تركيا سنويًا 20 مليار مُكعب من الغاز الطبيعي الخاص بإقليم شمال العراق، ومن المُتوقع إنهاء المشروع بعد شهرين من الآن".
وتشير الصحيفة إلى أن تركيا ستسعى لزيارة تركمنستان وإيران والجزائر ونيجيريا لتطوير وتوسيع اتفاقيات الغاز القائمة بينها وبينهم.
وحسب ما تورده الصحيفة، فمن الممكن أن يقوم المسؤولون الأتراك بالاتفاق مع "إسرائيل" من أجل حل القضايا العالقة واستثمار حقول النفط الموجودة في شرق البحر الأوسط وبالتحديد في المياه الدولية الواقعة بينهما، وحقول النفط الواقعة ضمن المياه الإقليمية لقطاع غزة.
ومن جانبه، يؤكد الباحث السياسي "أردال تاناس كاراغول"، المنسق العام لمركز الدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية "سيتا"، في مقاله "هل يمكن لروسيا قطع الغاز عن تركيا؟" الذي نُشر على موقع خبر 7، بأن "روسيا عاجزة عن قطع الغاز عن تركيا بشكل كامل، وذلك لأن هناك خط السيل الأزرق الذي تم إنشاؤه عام 1997، والذي ينقل الغاز الطبيعي الروسي من روسيا إلى رومانيا وبلغاريا عبر تركيا، ينقل الخط مامقداره 27 مليار مكعب، وتحصل تركيا من هذا الخط مامقداره 16 مليار مكعب، ومن المستحيل أن يتهور الدب ويقوم بإيقاف هذا الخط،وهذا يعني بأن 16 مليار مكعب من الغاز الطبيعي الروسي ستستمر تركيا في الحصول عليه مهما بلغ حجم الخلاف بين الطرفين".
ويردف كاراغلو "الدول البديلة التي وجدتها تركيا بعيدا ً عن خط السيل الأزرق، توفر لتركيا ماتحتاجه من الغاز الطبيعي، تركيا تستورد من روسيا 55 مليار مكعب من الغاز الطبيعي، ويبدو في الأفق بأن تركيا ستوفر من الدول البديلة كمية أكبر من الكمية التي تستوردها من روسيا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!