ترك برس
تعود بداية توجه تركيا إلى صناعة أسلحتها الدفاعية إلى عام 1973، حيث أنشأت تركيا في ذلك العام، مؤسسة الصناعات العسكرية الإلكترونية أو بما أصبحت تعرف عليه بعد ذلك شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش" بتاريخ 28 حزيران/ يونيو 1973، وكان الهدف الأساسي من تأسيس توساش هو تخفيف تبعية تركيا للدول الأخرى في مجال الصناعات الدفاعية الجوية.
دُعمت توساش بشكل قوي من قبل الحكومة التركية بهدف تسريع عملية تطويرها للصناعات العسكرية الجوية في المجالين المدني والعسكري، وبقي الدعم الوفير لتوساش مستمر على مدى الحكومات المتعاقبة على رأس الحكم في تركيا. قطعت توساش مشوارًا طويلًا في مجال الصناعات الجوية والفضائية المُنتجة بأيدي تركية، وتمكنت إلى الآن من إنتاج أكثر من 15 منتج جوي وفضائي بعلامة مسجلة تركية، ومن المنتجات التي تمكنت توساش من إنتاجها؛ طائرة أم 400 التي تستخدم في الإغاثة الإنسانية وتزويد الطائرات الميدانية بالوقود في الجو، طائرة أي دبليو 139 طائرة هليكوبتر تُستعمل في التدريبات العسكرية وكعربة إسعاف أولية جوية، طائرة أتاك 129 طائرة هليكوبتر عسكرية تُستخدم في الاستكشاف والقصف العسكري، طائرة أنكا بدون طيار الاستكشافية، وغيرها الكثير من الصناعات العسكرية التي تمكن توساش من إنتاجها بدعم حكومي.
وإلى جانب توساش وبعد رؤية الحكومات التركية المتعاقبة للنتائج الإيجابية التي أحرزتها توساش، عملت الحكومة التركية عام 1975 على تأسيس مركز الصناعات العسكرية الإلكترونية "أسيل سان"، بهدف تطوير الصناعات العسكرية وتوفير أجهزة اتصال عسكرية خاصة بالجيش التركي لحمايته من أي عملية تجسس محتملة نتيجة لاستعماله أجهزة الاتصال الخاصة بالدول الأجنبية.
يعمل أسيل سان على تطوير وإنتاج الأسلحة العسكرية الإلكترونية بأحدث التصاميم والتقنيات التكنولوجية وبعد ذلك يقوم بتسويقها للبيع على مستوى عالمي وبعد بيعها يستمر في تقديم خدماته التعليمية والتقنية ليضمن للمستورد خدمة نوعية مميزة، وخلال هذه العمليات كلها تعمل الحكومة التركية على توفير الدعم اللوجستي والمادي "وقت الحاجة" ويتم تنسيق هذه العملية من خلال وزارة الدفاع، ويقدم أسيل سان للجيش التركي كل ما يحتاجه من مهمات عسكرية.
تمكن أسيل سان خلال فترة عمله التوصل إلى إنتاج عدد من الصناعات العسكرية التكنولوجية المتطور مثل؛ أنظمة التواصل اللاسلكي، وأجهزة التخابر الجوية والبحرية والفضائية، وأنظمة المراقبة الإلكترونية، وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، وأنظمة الرصد "الرادارات" الإلكترونية، ومن أبرز ما توصل إليه أسيل سان من صناعات؛ صناعة الصاروخ الفضائي الاستكشافي "غوك ترك" بالتعاون مع مؤسسة تركيا للأبحاث التكنولوجية والعلمية "توبيتاك".
هذا التطور المشهود في الصناعات الدفاعية التركية، جعل من الشركات التركية تحصل على مستوى متقدم في مجال الصناعات العسكرية، إذ أشار معهد السلام السويدي "سيبرا" ، في تقريره السنوي الخاص بإحصاء الصناعات العسكرية لعام 2015، إلى أن "الشركات العسكرية التركية حققت تقدم ملموس في مجال الصناعات العسكرية، حيث تمكنت شركة أسيل سان من احتلال المرتبة الثالثة والسبعين، بينما احتلت توساش المرتبة التاسعة والثمانين".
وتقييمًا لهذا المستوى الذي استطاعت الشركات العسكرية التركية تحقيقه، اعتبر مستشار الصناعات العسكرية في وزارة الدفاع التركية البروفسور الدكتور "إسماعيل دامير" أن هذه المستوى مستوى جيد بالنسبة لتركيا التي كانت تابعة تماما ًللخارج فيما يتعلق بتأمين صناعاتها العسكرية ولكن اليوم أصبحت تُنتج 40% من هذه الصناعات، وإذ استمر الإنتاج العسكري على هذا النمط، فإن تركيا سيصبح لها مستوى أعلى بكثير من هذا المستوى.
وشدد دامير على ضرورة تطوير تركيا لمجال صناعاتها العسكرية بشكل أكبر، وعلى أهمية اتباع تركيا للمزيد من البرامج الترويجية لصناعاتها العسكرية التكنولوجية المتطورة، ليزيد حجم الطلب عليها وبالتالي تصبح تركيا ذات أهمية مرتفعة في مجال إنتاج وتصدير الأسلحة للدول الأخرى وليس للجماعات الإرهابية كما تفعل بعض الدول المعروفة للجميع".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!