محمود العبي - خاص ترك برس
في ستينات القرن الماضي هاجر ملايين من الأتراك إلى ألمانيا بحثًا عن ظروف عمل أفضل، نظر الأتراك لهذه الهجرة أنها ستكون سببًا في إرسال مزيد من الأموال التي تنعش الاقتصاد التركي، ولم يتوقع أحد أن يحصل الشعب التركي على مكافأة غير متوقعة ومذهلة من هجرة أبناء تركيا، وتمثل ذلك بظهور جيل من اللاعبين الموهوبين، الذين كانوا رافد وخزان أساسي لتمثيل المنتخبات التركية بكل ألعابها، وبمختلف الفئات العمرية، ساهموا بتحقيق إنجازات غير مسبوقة للرياضية التركية.
ففي العام 2002، كان خيارات المدرب التركي الأشهر سينول جونيس متعددة للاستعانة بجهود مجموعة من لاعبين أتراك ولدوا في ألمانيا، لتشكيل فريقه إلى كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان 2002، هذا المنتخب الذي حقق أفضل إنجاز للكرة التركية على المستوى العالمي بعد الوصول إلى الدور النصف النهائي، والخروج الصعب أمام بطل العالم في ذلك الوقت المنتخب البرازيلي، ليحقق أبناء تركيا المركز الثالث عالميًا.
ومن أبرز اللاعبين الذين كانوا عماد منتخب تركيا، ممن ولدوا في ألمانيا، لاعبو خط الوسط أوميت دافالا وطيفون كوركوت ويلديراي باشتورك وطيفور هاوتجو والمدافع اوجون تميزكان أوغلو والمهاجمان اوميت كاران وايلهان مانسيز، تمكن المدرب التركي سينول جونيس من تشكيل منتخب تركي قوي من هؤلاء اللاعبين.
وهؤلاء اللاعبون إضافة إلى عشرات آخرين ولدوا في ألمانيا ويلعبون لأندية مختلفة في ألمانيا، والتي يقول كثيرون إنها كانت سبب نهضة الكرة التركية في الأعوام الأخيرة.
وتعاقب عدة مدربين ألمان على تدريب ثلاثة من أهم أربعة فرق تركية، فدرب فيرنر لورانت فريق فناربغشه، كما تولى كريستوف داوم تدريب بشكتاش، في حين درب هانز بيتر بريجل فريق طرابزون سبور.
ويعتقد مراقبون أن تولي الالماني يوب ديرفال تدريب نادي غلاطة سراي التركي في عام 1984 كان بمثابة الشرارة التي أعلنت إنطلاقة نهضة الكرة التركية، فقد سيطر غلطة سراي على كل البطولات التركية وأصبح ينافس على أعلى المستويات في دوري أبطال أوروبا بعد ذلك.
وتأهل المنتخب التركي لنهائيات كأس الأمم الاوروبية لهذه اللعبة الشعبية مرتين متتاليتين، وقال جونيس ان اللاعبين المولودين في ألمانيا لديهم فهم تكتيكي والتزام ربما لا يتوفران للاعبين محليين.
وقد أدرك القائمون على مفاصل عمل كرة القدم التركية، من خلال مقارنتهم بين لاعبين أتراك ولدوا في ألمانيا ولاعبين أتراك ولدوا في تركيا، أن ما يميز المولود في ألمانيا فهمه للعب ضمن الفريق والأسلوب الذي يتعلمه من تدريبه الأولي، فاللاعبون الذين نشؤوا في تركيا ربما يتمتعون بموهبة فردية أكبر، لكن لديهم مشكلات في ما يتعلق بالالتزام ونظام اللعب كفريق واحد.
ويتحتم علينا أن نذكر أن هناك لاعبين يحملون أصول وجنسية تركية كان لهم دور كبير في منتخب الماكينات الألمانية، ولعل أهمهم هو اللاعب ذو الأصول التركية مسعود أوزيل الفائز مع الألمان ببطولة كأس العالم البرازيل 2016، لاعب آخر له دور كبير مع الماكينات هو اللاعب ألكاي جوندجان، الذي غيبته الإصابة عن ألمانيا في كأس العالم الأخيرة، ويرشحه مراقبون أن يكون له دور كبير برفقة أوزيل لقيادة الألمان لأدوار متقدمة في بطولة اليورو المقررة الصيف المقبل في فرنسا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!