كمال أوزتورك - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
مثّلت مسيرة "يني كابي" الشعبية حجر الأساس القوي في طريق إنشاء تركيا الجديدة، فقد لامست مفاهيم كالوطنِ، والشعبِ، والعلمِ والأذانِ أعماقَ أرواحِنا وكانت هذه المسيرة أكبر حدث تضامني ومؤثر في مواجهة العالم بأسره ولن يُنسى ذلك أبدا.
إذا نظرتم إلى أعداء تركيا الثلاثة ستُلاحظون أنه لا يوجد لديهم أي مفهوم مادي تتعلق بالوطن، وإن أي تنظيم لا يحمل في أيديولوجياته أي مفهوم وطني من الطبيعي أن تكون مفاهيمه الشعبية والدينية مختلفة تماما.
إذا فهمنا الكلمات السابقة سنفهم أكثر أسباب قتل أعضاء هذا التنظيم للناس دون رحمة وكيفية ارتكابهم المجازر بحق الناس وكيف قاموا بتفجيرات إرهابية في المدن، وسنعرف أكثر لماذا احتقرهم الشعب.
الكيان الموازي: أين مفهوم الوطن من أيديولوجية "حركة الخدمة"؟
تركيا هي المركز الرئيسي الذي انتشر منه تنظيم غولن الإرهابي إلى 170 دولة وتنظم فيها، وفي أحد خطابات غولن أراد إنزال خريطة الإمبراطورية العثمانية المعلقة على الحائط ونظر إليها وقال "يضيق مجال خيالي" أي يقصد أن تركيا صغيرة عليه ولا تكفيه بل يريد التمدد لباقي دول العالم وهذا يعد واضحا من خلال انتشارهم في 170 دولة من بينهم تركيا.
أغلب المصابين الذين تحدثت معهم والذين كانوا في مواجهة الإنقلابيين قالوا: "كانوا ينظرون إلينا وكأننا كفار ومن ثم يطلقون النار علينا"، فالشخص الذي يقصف بلده بنفسه ويقصف مجلس شعبه ويرمي أكثر من 600 كيلو من القنابل على الشرطة ويمشط الشوارع برصاص الهليكوبتر ويدهس الناس بالدبابات، فمن المؤكد أنه شخص بلا روح.
لا يستطيع فعل ذلك إلا من لم يرَ هؤلاء الناس على أنهم أبناء شعبه وإخوته في الدين.
لا يوجد في أيديولوجية تنظيم غولن أي مفهوم محدد للوطن وبالأحرى ليس له أي حدود إن وجد، فغولن يعتقد نفسه أنه إمام للكائنات وأعتقد أن طموح غولن في الدنيا ليس له حدود، فالأيديولوجية التي اخترعها غولن تفضي بعدم وجود وطن بحدود وأنتج أيضا مفهوم مختلف للشعب والدين، ولو أنهم قبلوا تركيا كموطن لهم لما كانوا ليقصفون بلدهم وشعبهم بالطائرات.
تنظيم حزب العمال الكردستاني: أين كردستان القومية الإشتراكية؟
أيديولوجية تنظيم بي كي كي تفضي بجمع الأكراد المتهضين وحلم تأسيس كردستان، لكن الغريب في الأمر أنهم ليس لهم علاقة لا بالقومية ولا بالاشتراكية ولا حتى بالأكراد ولا يوجد في التاريخ أبدا أي كردستان، ومفهوم الوطن بالنسبة إليهم مفهوم ضبابي، فهم يحلمون بكردستان مكونة من أجزاء من تركيا، وإيران، وسوريا والعراق.
لكن تنظيم بي كي كي بمنهجه العنيف قد أضر بكثير من الأكراد في المنطقة ونفى 100 ألف كردي من سوريا إلى العراق ممن لا يتفقون مع أيديولوجياته وحرق 500 قرية في العراق ممن لا يتفقون معه أيضا وقتل عشرات الآلاف من الناس وخرب العديد من المناطق التركية بالانفجارات كمدينة سور وجيزرة و10 مناطق أخرى وقتله للناس وتهجيره لـ400 ألف كردي.
حسنا! في هذه الحالة أين مفهوم الوطن بالنسبة لهم؟ مامعنى مفهومي الدين والإنسان بالنسبة لهم؟ فهم يرتكبون المجازر ويقتلون ويحرقون من لا يعتقد باعتقادهم ولا يؤمن بعقيدتهم.
داعش: بلا مكان، وبلا موطن، وبلا شعب
ربما تكون داعش المنظمة الأكثر دموية والأكثر عنفا في التاريخ وليس لديها مفهوم الوطن.
أما تنظيم بي كي كي والكيان الموازي فله أيديولوجية خاصة به وهي المفاهيم الدينية وإزالة جميع المعارضين له من الساحة، ومع أنه يقال عن تنظيم داعش أنه مضاد للشيعة فإن أكثر المعارضين الذي قتلهم من السنة.
في الأيديولوجيات العمياء لا وجود مفهوم الوطن
ليس مفهوم الوطن الشعب والدين كما نظنه لدى هؤلاء التنظيمات الثلاث، وعند هؤلاء التنظيمات الثلاثة وبسبب اختلاف هذه المفاهيم الثلاثة فبسهولة يصبح الجميع أعداءهم.
هؤلاء التنظيمات الثلاث وبسبب أيديولوجياتهم فقد أبعدوا الناس عن دينهم وعن وطنيتهم وعن أرضهم، وبكل تلك الأيديولوجيات العمياء لا يوجد مفهوم الوطن، فالوطن يعطي إحساسا للإنسان بالترابط والرحمة والأمان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس