ترك برس
أشارت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إلى أن القتال الدائر بين الجيش التركي والقوات التابعة لحزب العمال الكردستاني في سوريا، ضمن إطار عملية "درع الفرات"، يثير قلق الولايات المتحدة الأمريكية، ويمكن أن يدفعها للانحياز لأحد الطرفين.
وأضافت الصحيفة، أن تركيا كانت غامضة بشأن مدى عمق الهجوم داخل سوريا، لكن سيف أبو بكر (قائد كتيبة الثوار السوريين داخل جرابلس) أبلغها أنهم يخططون للاستيلاء على منبج ومواصلة التقدم حتى يصلوا إلى مدينة الباب التي تبعد نحو 75 كيلومترا عن الحدود التركية.
ونقلت ديلي تلغراف عن مجلس جرابلس العسكري -المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية- قوله إن الغارات تشكل "تصعيدا خطيرا وغير مسبوق"، وألمحت إلى أن الأكراد السوريين كانوا يستغلون غطاء الحرب الأهلية الفوضوية لتعزيز وحدة الأراضي التي يأملون أن تشكل يوما ما منطقة حكم ذاتي بشمال سوريا، بعد أن تمكنت وحدات حماية الشعب -التي تقاتل كجزء من قوات سوريا الديمقراطية- من انتزاع مساحات واسعة من الأراضي من تنظيم الدولة الإسلامية.
وذكرت أيضا أن عملية "درع الفرات" التي شنها الجيش التركي تهدف إلى شق المنطقة الكردية بشمال البلاد ومنع أكراد سوريا من إنشاء دولتهم الفدرالية، الأمر الذي جعل بعض الأكراد السوريين يشعرون بأن واشنطن خانتهم بتحول التحالفات.
وتعقيبا على هذا الأمر، قال تشارلز ليستر (الباحث في معهد الشرق الأوسط بالعاصمة الأميركية) إن دعم واشنطن للهجوم الأخير في سوريا يهدد بزيادة تعقيد الحرب المستعصية على الحل، وفقًا للجزيرة نت.
وقال ليستر "نحن نشهد الآن الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة تستخدم من قبل الطرفين لمحاربة بعضهما البعض. وهذه السياسة الأميركية لمجابهة تنظيم الدولة من شأنها أن تخلق حربا فرعية في شمال سوريا يمكن أن تفوق قدرة الأسد على الاستمرار".
وأكّدت الحكومة التركية على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، الاثنين، إنّ العناصر التابعة للعمال الكردستاني ستكون مٌستهدفة من قبل القوات المشاركة في عملية "درع الفرات" في حال لم تنسحب بأسرع وقت إلى شرق نهر الفرات في سوريا، عملاً بالوعود الأميركية، وإعلان التنظيم الانسحاب في وقت سابق.
جدير بالذكر أنّ قوات المهام الخاصة التركية ومقاتلات التحالف الدولي تساندان قوات الجيش السوري الحر، التي أطلقت عملية درع الفرات قبل عدة أيام لتحرير مدينة جرابلس ومحيطها من العناصر الإرهابية، حيث تم تحرير المدينة وعدد من القرى المجاورة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!