فخر الدين ألتون - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
فلنسأل هذا السؤال بكل وضوح: لماذا زاد تنظيم بي كي كي وأذرعته من وتيرة الهجمات الإرهابية؟ من أجل ماذا يزيد من سرعة هجماته على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدها؟
نعم لقد أردى تنظيم بي كي كي الكثير من عساكرنا ومواطنينا شهداء منذ 19 تموز/ يوليو وحتى الآن، لكن تعد هذه الفترة الأكبر في تاريخ بي كي كي من حيث عدد خسائره، وبالرغم من هذا لماذا لا يعود لعادته القديمة بالانسحاب؟
جواب هذا السؤال قد طبقه تنظيم بي كي كي في هذه المرحلة الجديدة أو حتى يمكننا القول أنه طبق ما طلب منه لكن بشكل خفي، ولقد صرح الرئيس المشترك لمؤتمر المجتمع الديموقراطي خطيب دجلة منذ عدة أيام بهذا الخصوص قائلا: "سوف ستكون الأيام القادمة أكثر عنفا و أكثر دموية"، وهو يلمح بضرورة التحضير لمرحلة جديدة، وهو دائما كالعادة يلعب بورقة عبد الله أوجلان، ويقول بأنه يقلق على صحته من شروط السجن، ومن جهة أخرى فإن رئيس حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرطاش أعطى تعليماته لمتعقبيه على صفحات التواصل الإجتماعي قائلا: "في كل لحظة يجب الإستعداد لانتفاضة شعبية"، فدميرطاش في الماضي وفي كل مرة كان يشجع الناس على عصيان الدولة لخلق حرب أهلية، وهكذا صرح دميرطاش لصحيفة ألمانية قائلا: "لا أرى بأن تنظيم بي كي كي يعد تنظيما إرهابيا"، وأيضا دميرطاش لعب بورقة أوجلان قائلا: "أوجلان هو الشخص الوحيد الذي باستطاعته إقناع بي كي كي بترك سلاحه".
هكذا تصريحات وهكذا مقولات تهيئ مناخا لنشوء حرب أهلية، وهذا كله تتمة للحرب الثورية الشعبية التي أعلنها وبدأها حزب العمال الكردستاني في 14 تموز عام 2015 وليومنا الحالي.
هذا وقد امتلك تنظيم بي كي كي امكانيات لوجستية وسياسية عندما بدأ حملته الإرهابية في الشمال السوري قبل سنة، وحصوله على الشرعية الدولية بذريعة محاربته لتنظيم داعش، وكان الموقف التركي السياسي مبهم، وعندهاشعر تنظيم بي كي كي بالإستعلاء و الفوقية وبدأ تحركاته على هذا الأساس.
لكن الآن اختفى هذا الشعور من نفسية تنظيم بي كي كي، بسبب العملية التي بدأتها تركيا في الشمال السوري، وأدت إلى انتزاع دور بي كي كي في محاربته لداعش وحلت هي محله، ومن جهة أخرى أجبرت هذه العملية بي كي كي على التراجع عن النقاط التي كان يسيطر عليها سابقا.
حاليا يحاول تنظيم بي كي كي وأذرعته جر البلاد لحرب أهلية للتخلص من الضغط المطبق عليه، فطالما أن نجاح عمليات القوات المسلحة التركية في الشمال السوري مستمر فهو مستمر بالانتقام والثأر.
لو أن التنظيم الموازي نجح في أحداث 15 تموز، كان ذلك سهل على تنظيم بي كي كي النمو والتوسع وكان قد نجح في الحصول على المناطق التي أراد لتشكيل كردستانه الموعودة.
الآن يحاول تنظيم بي كي كي جر البلاد لحرب أهلية من أجل البقاء ليس في تركيا فحسب بل في سوريا أيضا، ونراه الآن على أهبة الاستعداد متسترا بغطاء انتفاضة شعبية، ويعمل بي كي كي في هذه المرحلة على إضعاف الإرادة الشعبية بهجماته المستمرة ومن جهة أخرى إضعاف الدولة التركية تنظيميا، لكن هو لا يعلم بأنه يتحدى شعبا حطم كل المؤامرات والألاعيب المحاكاة ضده.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس