ترك برس
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن هناك وجهًا مظلمًا للعالم هو معاناة الشعوب في سوريا والعراق وعدة دول حول العالم والمعاناة التي يلقاها المهاجرون على أبواب أوروبا، وذلك في كلمته خلال الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وذكر الرئيس التركي أن الشعبين العراقي والسوري يُعانيان من الحرب والإرهاب وأن اللاجئين يهربون من الموت في هذين البلدين، داعيًا إلى اتخاذ تدابير فورية والقيام بما يتوجب تجاه الأزمات التي تشهدها الإنسانية.
وقال أردوغان إن الأزمة في سوريا وصلت إلى عامها السادس وقُتِل فيها 600 ألف إنسان وأُجبر 12 مليون إنسان على الهجرة والنزوح، وإن النظام الظالم والتنظيم الإرهابي القاتل في سوريا يقومان بحرب بالوكالة، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تستدعي من الرأي العام العالمي وقفة إنسانية.
وأشار إلى أن الشعب العراقي يحتاج دعم المجتمع الدولي، داعيًا إلى التضامن مع الشعب العراقي وعدم تركه لوحده.
كما أكد الرئيس التركي أن من حق الفلسطينيين أن يكون لهم دولة وتبقى القدس الشرقية عاصمة لدولتهم، وأن على المجتمع الدولي أن يساهم في رفع المظالم عن الشعب الفلسطيني، مضيفًا: "سنواصل أعمالنا لتوصيل المساعدات والدعم للأهالي في قطاع غزة".
وفي سياق متصل، قال أردوغان إن العالم فشل في امتحان الإنسانية فيما يتعلق بالأزمة السورية، مضيفًا أنه دعا منذ بداية الأزمة إلى التعاون والعمل المشترك من أجل حلها.
وأشار أردوغان إن هناك دول تعهدت بمساعدة اللاجئين لكنها لم تفِ بتعهداتها والمجتمع الدولي لن يعجز عن دفع 25 مليار دولار للاجئين السوريين.
وذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وبريطانيا هي أكثر الدول التي تقدم المساعدات والمعونات على مستوى العالم، وأن تركيا تحتل المرتبة الأولى فيما يتعلق بتقديم المساعدات على مستوى العالم مقارنة بصافي الدخل.
كما قال إن تركيا أنفقت 4 مليار دولار لصالح اللاجئين، وإنها قدمت مساعدات سنوية للدول الفقيرة بقيمة 200 مليون دولار.
وأضاف أردوغان أن الأسلاك الشائكة والجدران التي بنتها الدول الأوروبية ليست حلًا لأزمة اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى أنه ينبغي إنهاء الظلم والإرهاب والقتل في سوريا لكي تتوقف أزمة اللاجئين.
وأكد على وحدة الأراضي السورية والسياسة السورية وأن تركيا ليست طامعة في الأراضي السورية، مضيفًا: "سوريا هي للسوريين".
وعن عملية درع الفرات، قال الرئيس التركي إنها تساهم في نشر الأمن والأمان في سوريا، وإن هدفها هو القضاء على تنظيم بي كي كي وحزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم داعش الإرهابيين.
وذكر أن عملية درع الفرات بدأت بتطهير جرابلس السورية من تنظيم داعش ثم انتقلت إلى منطقة الراعي، وتم تطهير المنطقة بين جرابلس وإعزاز وبدأ الأهالي بالعودة إلى أراضيهم.
وأشار أردوغان إلى أن الهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) بدأت بتوصيل الكهرباء والمساعدات للأهالي في جرابلس.
وأدان الرئيس التركي استهداف نظام الأسد لقافلة المساعدات الإنسانية في مدينة حلب، موضحًا أن "رسالة نظام الأسد إلى أهالي حلب مفادها إما أن تستسلموا أو تموتوا، فإلى متى يبقى المجتمع الدولي صامتًا؟".
وفي سياق آخر، طالب الرئيس التركي بإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإعادة هيكلته ليحقق أهدافه، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة لن تصل إلى أهدافها المرجوة ما لم يتم إجراء إصلاح من مجلس الأمن المسؤول عن تحقيق الأمن والسلم الدوليين، ومضيفًا أن الإصلاح الشامل للأمم المتحدة يُعد أمرًا في غاية الأهمية للتغلب على هذه المشاكل.
وقال أردوغان: "إنالعالم أكبر من 5 دول دائمة العضوية في مجلسالأمن"، مطالبًا بأن تكون هناك 20 دولة في مجلس الأمن يمكن أن تتغير بشكل دوري، ومضيفًا أن ظروف العالم تغيرت ولا يمكن القبول بمجلس الأمن الذي لا تمثل فيه كل دول العالم.
وتابع قائلًا: "إن الإنسانية في القرن الحادي والعشرين تعيش عصرًا ذهبيًا في مجالات العلم والتكنولوجيا والاقتصاد، لكن هذا المشهد المشرق وجه آخر مليء بالخزي والعار".
وفي سياق منفصل، قال أردوغان إن محاولة الانقلاب في تركيا استهدفت الديمقراطية في العالم في الوقت نفسه، وإن الشعب التركي لقّن مهووسي الانقلاب درسًا تاريخيًا في تلك الليلة.
وذكر أردوغان أن تنظيم غولن الإرهابي قتل 241 مواطنًا تركيًا وأصاب الآلاف واستخدم المروحيات والدبابات والآليات، مضيفًا أن "الإرهاب له ذهنية فاسدة بعيدة عن الحوار والتفاهم"، داعيًا الدول الصديقة إلى اتخاذ تدابير سريعة لمواجهة تنظيم غولن.
وأعرب الرئيس التركي عن فخره بالشعب التركي الذي صان الديمقراطية في تركيا وفداها بأرواحه ودمه، ولقّن الانقلابيين في كل العالم درسًا، مؤكدًا أنه أصبح نموذجًا ومثالًا لمواجهة الشعب للانقلابات وصون الديمقراطية في كل العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!