ترك برس
أوضح الصحفي التركي عبد القادر سلفي أن عملية تحرير الموصل الكبرى لم تبدأ بعد وما يتم الآن هو عمليات تكتيكية تمهيدية للعملية الكبرى التي قد تبدأ بعد أيام، مبينًا أنه بالرغم من اعتراض عدد كبير من دول التحالف الدولي على مشاركة تركيا في العملية، إلا أن مصادر أولية تؤكّد أن تركيا استطاعت إقناع الدول المشاركة بخططها المتعلقة بالعملية، وذلك خلال اجتماع رؤساء هيئة الأركان العسكرية في واشنطن.
وكانت وسائل إعلامية تركية قد أوردت أن الاجتماع أسفر عن قبول بمشاركة قوات الحشد الوطني المكونة من ثلاثة آلاف مقاتل والبشمركة في العملية، حيث ستكون قوات الحشد الوطني في المقدمة وستدخل إلى المدينة.
وفي السياق ذاته، أشار سلفي إلى أن البشمركة ستشارك أيضًا في الدخول إلى المدينة، موضحًا أن تركيا "أعربت عن قلقها العميق من دخول قوات الحشد الشعبي "الشيعية" إلى الموصل السنية وما يمكن أن ترتكبه من جرائم طائفية"، الأمر الذي قبلته الدول المشاركة بشكل مبدئي دون التأكيد عليه.
وأكد سلفي أن مشكلة الموصل بالنسبة لتركيا تتعلق بالأمن القومي الاستراتيجي وأمن الحدود، منوّهًا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح بأن أي خلل سيظهر على النقاط المتفق عليها أثناء عملية الموصل سيدفع تركيا إلى اتباع خطتي ب وج، فما هي هذه الخطتين؟
أما الخطة ب، فتُطلق عليها تركيا "صيغة البشمركة"، وتستند إلى مشاركة تركيا بزخم كبير إلى جانب البشمركة بناءً على دعوة بارزاني للمساندة وفقًا للمادة 51 من القسم السابع لميثاق الأمم المتحدة، والتي تنص على أن الدول يمكن أن تتحرك بشكل مشترك من خلال دعوة دولة لدولة أخرى لصد أي تهديد لأمنهما المشترك، على حد ما يوضحه سلفي في مقاله بصحيفة حرييت "ما طبيعة الخطتين ب وج اللتين تلوح بهما تركيا؟".
وتعقيبًا على الخطة، أضاف سلفي أن هذه الخطة تعيق دخول قوات الحشد الشعبي وحزب العمال الكردستاني وحتى القوات العراقية المركزية إلى الموصل، مبينًا أن دخول البشمركة إلى جانب قوات الحشد الوطني أسهل من دخول أي قوات أخرى، نظرًا لمعرفتها بالطبيعة الجغرافية للمدينة.
أما فيما يتعلق بالخطة ج، فهي تقوم على دعوة قوات الحشد الوطني لتركيا وتعاونهما للتقدم نحو الموصل دون مشاركة قوات البشمركة، كما حدث في عملية درع الفرات في شمال سوريا وفقًا لسلفي الذي أشار إلى وجود توافق نسبي مع القوات الدولية المشاركة في العملية، إلا أنها تبقي الخطتين المذكورتين في جعبتها تحسبًا لأي تغيّر ميداني قد يظهر أثناء العملية.
من جانبه، تناول موقع خبر 7 الإخباري الخطة أ لتركيا حيال الموصل بتقريره "خطة أ وب وج"، مشيرًا إلى أن تركيا لم تطلب من القوات الدولية المشاركة البرية في عملية الموصل، بل اقترحت عليهم المشاركة الجوية فقط، وذلك من خلال الطيران الحربي وطائرات الاستطلاع بدون طيار، إلى جانب الدعم اللوجستي عبر مخيم بعشيقة التدريبي.
وأوضح الموقع أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي كانت تملك قنصلية في الموصل، مبينًا أنها عرضت على القوات المشاركة التواصل مع عشائر الموصل العربية والكردية والتركمانية الكبرى لتشكيل تحرك داخلي وفقًا للخطة أ، ولكن في حال تم رفض الدور التركي ستنفذ تركيا الخطتين ب وج وستحاول الدخول إلى الموصل بشكل منفرد ودون تنسيق مسبق مع القوات المشاركة.
ومن جهته، علق الباحث في الشؤون التركية الروسية "د. باسل الحاج جاسم"، في اتصال هاتفي مع موقع ترك برس، بالقول "لا يخفى أن تركيا ليس باستطاعتها تغيير الموازين الدولية بمفردها، ولكن بثقلها الإقليمي وإرثها التاريخي وموقعها الجيوسياسي مع إضافة عامل جديد وهو الثقل الروسي بشكل خاص، باتت تركيا اليوم تملك الكثير من الخيارات الاستراتيجية والدافع القوي للتحرك في سوريا والعراق، ومع عودة العلاقات التركية الروسية بزخم جديد بعد تجاوز حادثة إسقاط الطائرة الروسية قبل عام، أصبح لتركيا بعد إقليمي جديد، فروسيا عند إعلانها بدء تنفيذ مشروع السيل التركي للغاز، فهي بذلك تخاطب الغرب قائلةً "إذا أردتم الغاز فعليكم الحوار والتفاهم مع تركيا"، وهذا ما أضفى القوة للموقف التركي حيال الموصل، وجعل تركيا تتحرك باطمئنان وشجاعة فيما يتعلق بمطالبها وخططها التي تحاول فرضها اليوم."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!