ترك برس
يُدرب الجيش التركي المئات من أبناء العشائر السورية للقتال ضد تنظيم داعش في المعركة ضد الرقة عاصمته المزعومة في سوريا، حسبما صرح مسؤول تركي رفيع المستوى لصحيفة ديلي صباح يوم الخميس.
ولم تتمكن المفاوضات بين تركيا والولايات المتحدة على خطط لتحرير الرقة من تجاوز الاختلافات الكبيرة حول دور ميليشيا وحدات حماية الشعب "يي بي غي"، التي تعُدّها تركيا منظمة إرهابية بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني "بي كي كي" الذي تصنفه كل من تركيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
إلا أن الهجمات الناجحة للجيش السوري الحر المدعوم من قبل تركيا على تنظيم داعش في كل من جرابلس ودابق شمال سوريا عزّزت اعتقاد أنقرة أن بإمكان قوات التحالف ضد داعش تحرير الرقة من خلال أبناء العشائر والثوار السوريين المعتدلين.
وكان مسؤول تركي رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه بسبب برتوكولات حكومية، قد صرح لصحيفة ديلي صباح بأن إصرار الولايات المتحدة على التحالف مع وحدات حماية الشعب بسبب غياب شريك سوري يمكن الاعتماد عليه ضد داعش لم يعد له أي مبرر، وقال: "فكرة أنه لا يمكن العمل إلا مع وحدات حماية الشعب لتطهير سوريا من داعش قد انتهت تمامًا".
وكبديل عن وحدات حماية الشعب، دفعت تركيا واشنطن لتدريب مزيد من قوات المعارضة السورية لتكون رأس حربة في عملية الرقة. وصرح مسؤول عسكري تركي لصحيفة ديلي صباح بأن تركيا تدرب الآن أبناء العشائر السوريين من منطقة الرقة، إلا أنه رفض تقديم عدد دقيق للمقاتلين.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الأربعاء، نقلًا عن مصادر عشائرية، أن ما يربو على ألف و500 مقاتل من أبناء العشائر يتلقون تدريبات في جنوب تركيا.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تواصلت مع القبائل العربية في الرقة لإيجاد بديل عن وحدات حماية الشعب، التي تسببت بموجات تهجير كبيرة في المناطق التي سيطرت عليها مما أحدث خللًا ديموغرافيًا بين المكونات العرقية لتلك المناطق ودفع بعض السكان العرب إلى الانضمام لتنظيم داعش خوفًا من وحدات حماية الشعب.
وقالت وكالة خطوة السورية للأنباء يوم الخميس إن تركيا تُدرب منذ فترة قوات في ولاية شانلي أورفة الجنوبية، وإن مسؤولين أتراك سيدربون مقاتلين سوريين من الرقة ودير الزور من 20 إلى 40 يومًا، وإنهم سيقاتلون ضد تنظيم داعش في الرقة كجزء من المرحلة الثانية من عملية درع الفرات.
وفي هذه الأثناء، اندلعت اشتباكات بين قوات الجيش السوري الحر المدعومة من قبل تركيا وبين ميليشيا وحدات حماية الشعب القادمة من منطقة عفرين في جنوب مدينة مارع بريف حلب، فيما تتسابق المجموعتان للسيطرة على مدينة الباب ذات الأهمية الاستراتيجية التي تسيطر عليها داعش. وتسعى وحدات حماية الشعب من خلال السيطرة على الباب إلى ربط كانتونها الغربي مع المناطق التي تسيطر عليها في شرق سوريا.
وكانت تركيا قد حذرت من مثل هذه المحاولات في السابق وقصفت مواقع لوحدات حماية الشعب في في شمال حلب يوم الخميس بعد قيامهم بالتوسع من خلال السيطرة على مزيد من القرى، ما أسفر عن مقتل العشرات من المقاتلين.
وتُعد هذه الاشتباكات ضربة للخطط الأمريكية لاستخدام وحدات الحماية في الرقة، على الرغم من أن البنتاغون قد أطلق في السابق على قوات وحدات الحماية الموجودة حول تل رفعت اسم "أكراد عفرين"، وألمح إلى أنه ليس له سيطرة عليهم بالنظر إلى عدم وجود قوات أمريكية خاصة في عفرين وحولها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!