ترك برس
تحكي معظم العائلات التي اضطرت إلى الفرار من منازلها في سوريا قصصًا درامية، إما عن فقدان الأبوين، أو فقدان طفل أو أخ.
عبد الرحمن داده البالغ من العمر 32 عامًا، تركماني سوري، انتهى به المطاف في تركيا منذ ثلاثة سنوات تاركًا خلفه أمه في بلاده التي مزقتها الحرب.
التم شمل الأم والابن أخيرًا في تركيا بعد أن فرّت من وطنها الأم إلى تركيا. وكان داده الذي يعيش في تركيا مع أقاربه يعتقد منذ فترة طويلة أن والدته قد لقت حتفها خلال الصراع الذي مزّق العائلات وقتل الآلاف منذ اندلاعه قبل ست سنوات.
وكانت والدته على الجهة الأخرى من الحدود متمسّكة بأمل أن ابنها عبد الرحمن كان لا يزال حيًا، بعد أن قتل ولداها الآخران في الصراع.
بعد مرور ثلاث سنوات، وبمساعدة أحد الأقارب تمكنت نازو من الفرار من مسقط رأسها في الرقة للوصول إلى تركيا، وتتبعت أقاربها وتمكنت أخيرًا من الاجتماع بابنها في مدينة الريحانية التركية الصغيرة على الحدود مع سوريا، والتي تضم آلاف اللاجئين.
قالت نازو لوكالة الأناضول: "أحمد الله آلاف المرات لرجوع ابني إلي ثانية، لا زلت لا أصدق كيف نجوت في سوريا. ففي الرقة كانت هناك تفجيرات وهجمات في كل يوم". وأضافت: لن أنسى مشهد موت الناس أمامي عندما كنت في سوريا... عبد الرحمن كان سببي الوحيد كي أحتفظ بأمل النجاة".
تتذكر السيدة المسنة نازو أنها لم تنم لبضع ليال لأن السعادة كانت تغمرها بعد معرفتها بأن ابنها على قيد الحياة في تركيا.
فقد عبد الرحمن داده الاتصال بوالديه اللذين كانا يعيشان في منطقة أخرى من مدينة الرقة في سوريا، وقرر أن يغادر عندما لم يتمكن من إيجادهم، في حين كانت الحرب المتأججة تهدد حياتهم. لم يعرف هو أو أمه أين مكان والده بعد أن فُقِد في أحد أيام ذروة الهجمات على المدينة حيث كان تنظيم داعش الإرهابي مسيطرًا منذ فترة طويلة.
قال عبد الرحمن في حديث للأناضول: "فوجئت كثيرًا عندما علمت أن أمي لا تزال على قيد الحياة. عسى ألا يبعدها الله عني ثانيةً، وأدعو الله لأجل جميع الأمهات اللاتي تُوّفين في الحرب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!