ترك برس
قالت صحيفة "عكاظ" السعودية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تمكن عبر الاستفتاء الأخير على التعديلات الدستورية من إظهار نفسه لدول القرار، أنه حليف قوي من الشرق بمواصفات دولية.
واعتبرت الصحيفة في تقرير لها أن تركيا طوت يوم الأحد صفحة أتاتورك لتبدأ صفحة أردوغان، ومع هذا الانتقال الكبير تطرح التساؤلات حول أثر هذا الانتقال وتداعياته المرتقبة على القضايا الاقليمية وعلاقات تركيا الدولية.
وأشارت عكاظ إلى أن المشهد التركي وبالعين الدولية ينظر إليه عبر مسلكين، الأول يفيد أن لا شيء سيتغير في السلوك التركي الدولي، خصوصا أن عهد أردوغان وحكم حزب العدالة والتنمية مازال مستمرا كما هو، وما حصل تداعياته ستكون مقتصرة على الداخل التركي فقط لا غير.
وأوضحت الصحيفة السعودية أن المسلك الثاني ينطلق من أن الاستفتاء أعطى حصانة داخلية أكبر لأردوغان وحزبه وهو ما سيجعلُه أكثر حسما وحزما في الملفات الدولية الساخنة.
ورأت أنه "لا يمكن قراءة الاستفتاء التركي والفوز الأردوغاني، إلا عبر حدثين بارزين، الأول أنه يأتي تتويجا لنجاح أردوغان بِإفشال الانقلاب العسكري واقتلاع الانقلابيين، وخصوصا من مؤسسة الجيش والإدارات الرسمية، والثاني أن الاستفتاء حصل في عهد إدارة أمريكية جديدة".
وشدّدت على أن أردوغان تمكن عبر هذا الاستفتاء من إظهار نفسه لدول القرار، أنه حليف قوي من الشرق بمواصفات دولية، خصوصا أن الاستفتاء جاء بعد أزمة مع أوروبا جرى خلالها التشكيك بسلوكه الديموقراطي مع خصومه إثر الانقلاب.
ولفتت إلى أن أردوغان يقدم نفسه الآن كحليف استراتيجي للإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق، بعدما أدارت له إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ظهرها، لا بل أكثر من ذلك فضلت التحالف مع الأكراد على التحالف معه.
وقالت عكاظ إن تركيا مع أردوغان تخلع البدلة العسكرية، لترتدي ثوب السياسة والتعهد الأول لأردوغان جاء عبر الإعلان عن رغبته باستفتاء جديد يعيد اعتماد عقوبة الإعدام التي ألغيت إرضاء للاتحاد الأوروبي.
وختمت الصحيفة السعودية تقريرها بالقول إنه "مع هذا الثوب الجديد تتخلى تركيا عن الحلم الأوروبي لتنظر إلى الشرق حيث هناك مصالحها وإن لم تكن كلها فمُعظمها".
وأظهرت النتائج الأولية للاستفتاء أن نسبة تأييد التعديل الدستوري بلغت 51.4% ونسبة الرفض 48.6% بعد فرز كامل صناديق الاقتراع، حيث وافق 25 مليوناً و154 ألفاً و257 ناخباً على التعديل، وصوت ضده 23 مليوناً و775 ألفاً و294 ناخباً، بفارق مليون و378 ألفاً و963 صوتاً.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!