فخر الدين ألتون - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
لا تكاد تنتهي الحسابات الشيطانية تجاه العالم الإسلامي.
نتحدث عن منطقة اعتبر العالم أنها تستحق كل أنواع الظلم بعد هجمات 11 سبتمبر.
في البداية جاءت موجة من الحروب والاحتلال.
أعقبتها عاصفة من الإرهاب.
وبعد ذلك الدول المقسمة، والراديكالية والتعصب المتصاعدين.
ثم جاء دور الحروب الطائفية...
أزمة بدأت مع الاحتلال الأمريكي واكتسبت أبعادًا جديدة مع انسحابه.
وفي أعقاب الربيع العربي تفاقمت الأزمة.
شاهدنا المجازر الجماعية والمدن المحترقة وموجات الهجرة، كل ذلك أصبح للأسف أمرًا مألوفًا بالنسبة لنا.
كان ثمن هذه الحسابات الشيطانية وهذه الأحداث الأليمة باهظًا بالنسبة لتركيا.
تعرضت لهجمات متوالية من التنظيمات الإرهابية المختلفة. وسعى البعض لعزلها على الصعيد الدولي.
واجهت أيضًا حرب استنزاف شنها عليها الغرب.
لكن مهما كان الأمر لم يتمكنوا من جرها إلى الفوضى القائمة في منطقتها.
نجحت تركيا في المحافظة على وحدتها وحيويتها، واستطاعت حماية استقرارها. أفشلت الخطط الرامية لإشعال حرب أهلية فيها، وعبرت مرحلة عصيبة لتصل إلى اليوم.
استخلصت تركيا دروسًا هامة من تلك المرحلة.
رأت أنه لا يمكنها وضع سياسة خارجية بالاعتماد على لاعب واحد.
وأدركت أنها لا تستطيع القيام بمجازافات كبيرة في منطقتها من منطلق الثقة بالآخرين.
تعرضت تركيا في الأزمة السورية لخيانة بالمعنى التام للكلمة.
وبعد أن أبلغت نظراءها بأنها على علم بهذه الخيانة، أصبحت هي المستهدفة هذه المرة بهجمات مختلفة.
وكانت ساعة الصفر في مايو/ أيار من عام 2013
انطلقت في ذلك التاريخ عملية من أجل تغيير الحكومة في تركيا ومصر. نجحت العملية في مصر وفشلت في تركيا.
نزفت تركيا الكثير من الدماء.
لكن مقاومتها ازدادت، من خلال ما تعلمته في هذه المرحلة وأصبحت أكثر استعدادًا لمواجهة الأزمات الجديدة.
.نواجه اليوم استراتيجية عزل وتهميش ضد قطر.
قطر بلد تعتبره تركيا حليفًا لها، وتملك علاقات جيدة معه.
عارضت قطر بنسبة معينة الجهود الرامية لعزل تركيا، وقدمت الدعم لها.
هناك مساعٍ لإظهار قطر على أنها داعمة للإرهاب.
من الواضح أن هذا اتهام "باطل ومجحف"، وأن قطر مستهدفة في إطار صراع قوى على الصعيدين الإقليمي والدولي.
والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال: "اعتبر توصيف قطر بأنها مشتبه بالإرهاب اتهام شديد. (...) هناك مؤامرة من نوع مختلف تُحاك هنا، لكننا لم نتمكن بعد من تحديد من يقف وراءها ".
وأضاف: "ينبغي علينا أن نعمل معًا من أجل تبديد آمال من يتحينون الفرصة من أجل زيادة الفوضى في المنطقة ورفع التوتر فيها".
وبينما يقدم أردوغان دعمه لقطر من جهة، يسعى إلى حل الأزمة من جهة أخرى عبر استخدام قنوات الدبلوماسية والحوار منذ عدة أيام.
ينبغي على تركيا أن تعارض الحرب الرامية إلى استنزاف قطر.
لكن عليها أيضًا أن تحذر من الارتهان لسياق خيالي من قبيل "المحور التركي- القطري" كما يريد لها البعض، وأن تبدي اهتمامًا كبيرًا بمواصلة علاقاتها مع بقية اللاعبين في الأزمة...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس