ترك برس

وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مساء الخميس، إلى العاصمة التركية أنقرة في أول محطة خارجية له منذ بدء المقاطعة والحصار المفروض على بلاده، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تأكيد لنوعية العلاقات السياسية التي تربط البلدين؛ وتثمينا لموقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان أول رئيس دولة يزور الدوحة منذ بدء الأزمة الخليجية مطلع يوينو/حزيران الماضي.

وخلال تصريح أدلى به لصحيفة "القدس" العربي"، قال السفير التركي لدى الدوحة فكرت أوزر، إن "الزيارة تكتسي أهمية بالغة في مسار التطور المستمر للعلاقات بين البلدين. والأهم أن أمير قطر سيزور تركيا في أول محطة خارجية له منذ بدء الحصار، تماماً مثلما كان الرئيس رجب طيب أردوغان أول رئيس دولة يزور قطر في عز الحصار المفروض عليها".

وأشار أوزر إلى أن لقاء الشيخ تميم والرئيس أردوغان سيركز على ملفات بارزة، في مقدمتها مناقشة تطورات الأزمة الناجمة عن الحصار المفروض على قطر بعد مرور أزيد من 100 يوم، وغياب أفق للحل، بسبب رفض دول الحصار التجاوب مع نداءات الحوار، إلى جانب ملف تطوير العلاقات الثنائية، والدفع بوتيرة العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية التي شهدت انتعاشة حقيقية منذ بدء الحصار.

كما يتوقع أن تتناول المحادثات بين أمير قطر والرئيس التركي ـ حسب السفير أوزر ـ ملف الانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون الروهنغيَا في ميانمار، لافتاً إلى أن تركيا كانت في مقدمة الدول الإسلامية التي هبّت لإعلان دعم المسلمين النازحين وتقديم الإغاثة لهم، إلى جانب الدعم القطري اللافت، حيث تدفق المساعدات الإغاثية لدولة قطر، وسارعت قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وجهات عديدة لتقديم مساعدات إغاثية عاجلة.

في سياق متصل، قال الخبير الإعلامي القطري جابر الحرمي، خلال تصريحات لقناة الجزيرة اليوم الخميس، إن تركيا أصبحت لاعبا رئيسيا في المنطقة وأثبتت أنها حليف موثوق لقطر، وأضاف أن "زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى تركيا، في أول رحلة له خارج البلاد منذ الأزمة الخليجية، دليل على عمق العلاقة التي تجمع بين الدولتين والزعيمين".

ورأى أن الدور التركي يتعاظم وله مستقبل في المنطقة، مشيرًا إلى أن أنقرة أثبتت أنها حليف موثوق وصادق للدوحة وليس كباقي الأطراف الأخرى (لم يذكرها)، وأن استراتيجية العمل القطري التركي ينتظرها الكثير من الخطوات التفعيلية في المرحلة المقبلة. ولفت الحرمي إلى أن الدوحة ستشهد في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، اجتماعا للجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا.

من جهته، وخلال تصريحات لصحيفة "القدس العربي"، قال سفير قطر لدى تركيا سالم بن مبارك آل شافي، إن "أمير قطر قبل أن يتوجه إلى نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر  لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيقوم ببعض الزيارات لعدد من هذه الدول الفاعلة على الصعيد الإقليمي والدولي، لاسيما تلك الدول التي كان لها مواقف قوية وواضحة في رفض سلوك دول الحصار والدعوة إلى تغليب لغة العقل والحوار".