ترك برس
رأى المحلل السياسي، حسن عبد الله، أن استقلال إقليم شمال العراق قد يؤدي إلى حصار اقتصادي من اللاعبين الإقليميين وعدم الاستقرار العرقي، مشيرا إلى أن تركيا قادرة على إجبار رئيس الإقليم مسعود البرزاني على التراجع عن نتائج الاستفتاء بقطع شريان النفط الكردي الوحيد عبر تركيا.
وقوبل سعي إقليم شمال العراق للاستقلال بانتقادات شديدة من قبل اللاعبين الإقليميين مثل إيران وتركيا، بينما كانت إسرائيل الوحيدة التي أعلنت تأييدها.
وقال المحلل السياسي في مقابلة مع راديو سبوتنيك: "إن القوى الإقليمية لا تشعر بالارتياح للتصويت"، مشيرا إلى أن حكومة الإقليم برئاسة مسعود برزاني قد تكون قريبا "معزولة سياسيا".
وأضاف عبد الله أن أنقرة لا تخفي "أنها ستتخذ إجراءات اقتصادية وحتى إجراءات عسكرية" لإحباط الانفصال الكردي، مشيرا إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بين المسؤولين العسكريين من بغداد وأنقرة وطهران حول هذه المسألة".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء إن “جميع الخيارات مطروحة على الطاولة” في إشارة إلى العمل العسكري، في حين بدأ الجيش التركي قبل أسبوع تمارين على الحدود مع العراق.
كما هدد الرئيس التركي بإغلاق الحدود البرية بين تركيا والعراق، وكذلك خط أنابيب النفط الذي يسمح لإقليم شمال العراق بتصدير الغالبية العظمى من النفط عبر ميناء جيهان التركي.
وقال أنطوني سيكنر، العامل مع "فيريسك مايبلكروفت"، إن مثل هذا التدبير سيؤدي الى وقف ضخ الدم في قلب الإقليم، مضيفا أن استقلال الإقليم سيكون حينها بلا معنى.
وبالإضافة إلى هذا السلاح، تمتلك تركيا ترسانة كاملة من التدابير الانتقامية، وفقا لما قاله ضيا ميرال من مركز التحليل والأبحاث التاريخية حول حروب الجيش البريطاني، مثل زيادة المراقبة على الحدود أو إلغاء الرحلات الجوية.
من جانبه شدد حسن عبد الله على أن إقليم شمال العراق قد يجد نفسه "معزولًا" من قبل اللاعبين الإقليميين ولا سيما تركيا التي تمتلك استثمارات ضخمة في الإقليم، مؤكدا أن إغلاق البوابة الحدودية بين شمال العراق وتركيا سيعد ضربة قوية لحكومة الإقليم.
ولفت عبد الله إلى أن "العقوبات الاقتصادية من المحتمل أن تكون الخطوات الأولى المتخذة، وعندئذ ستنظر تركيا في خيارات أخرى".
وقد بدأت إيران وتركيا تدريبات عسكرية ضخمة على مقربة من حدود إقليم شمال العراق، كما بدأ الحرس الثوري الإيراني مناورات عسكرية أطلق عليها اسم "محرم" فى مقاطعة غرب أذربيجان الغربية الواقعة على الحدود مع إقليم شمال العراق، وعلاوة على ذلك بدأ العراق وتركيا تدريبات عسكرية مشتركة يوم الثلاثاء فى أعقاب الاستفتاء.
وقال عبد الله إن الأطراف المعنية مستعدة للتدخل لحماية وحدة أراضي العراق. ومع ذلك ما يزال هناك أمل في أن يتمكن اللاعبون الإقليميون من إقناع حكومة إقليم شمال العراق بالتراجع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!