ترك برس
نصحبكم اليوم في رحلة أجرتها الصحفية "نيفين سلمان" من موقع "غيزي مانيا" إلى إحدى جنان تركيا المخفية وأعجوبة الدنيا الثامنة، وهو وادي "عرب أبيشته" Arapapıştı Kanyonu الذي يمتد على طول المناطق التالية: أكتشاي Akçay، وكورتكه Körteke، وكمر Kemer، وبوزدوغان Bozdoğan وكاراجاسو Karacasu، ويقع عند نقطة تقاطع حدود الولايات التالية : أيدن Aydın، ودنيزلي Denizli، وموغلا Muğla عند مصب نهر "أكتشاي" في بحيرة سد "كمر"، ويبلغ طول الوادي 6 كيلومترات وعرضه 12 مترا وارتفاع صخوره 380 مترا.
تعود تسميته "عرب أبيشته" والتي تعني "اندهش العرب" إلى القرن السابع بعد الميلاد، حين بنى الإمبراطور البيزنطي هرقل قلعة عظيمة في المنطقة أعاقت الجيوش العربية التي حاولت السيطرة على مدينة "أفروديسياس" Afrodisyas وأدهشتها.
وقبل أن نبدأ بالحديث عن رحلتنا علينا التنويه إلى أن بلدية أيدن افتتحت الوادي أمام الزوار للسياح في 30 نيسان/ أبريل عام 2017، إذ شهد إقبالا كبيرا من قبل السياح في الصيف، كما يتم التحضير على قدم وساق لتنظيم مسابقات رياضية مائية في المنطقة لاستقطاب عشاق هذا النوع من الرياضات، مما يعود بالنفع على ولاية أيدن وسكان المناطق المجاورة.
انطلقنا بالسيارة من مدينة بودروم الساحلية وسلكنا طريق بودروم - ميلاس Bodrum - Milas، مع العلم أن الوادي يبعد عن مدينة موغلا Muğla مسافة 100 كيلومتر وعن مدينة دنيزلي 111 كيلومترا وعن مدينة إزمير 200 كيلومتر.
بعد قرابة ساعتين ونصف وصلنا إلى مدينة "ياتاغان" Yatağan التابعة لولاية موغلا، واسترحنا في أحد المطاعم وتناولنا طعام الفطور، وبعدها انعطفنا بالسيارة إلى الطريق المؤدي إلى مدينة "تشينة" Çine التابعة لولاية آيدن، التي يبعد الوادي عنها 95 كيلومترًا أي قرابة ساعة و35 دقيقة.
وأثناء مسيرنا قررنا المرور بمدينة "كافاكلي ديره" Kavaklıdere التابعة لولاية موغلا وزيارة أقدم وأول مكان لصناعة الأواني النحاسية اليدوية، والذي يعود تاريخه إلى 800 سنة.
ولدى وصولنا إلى سد "كمر" kemer Barajı اضطررنا لركن السيارة بجانب الميناء لنكمل رحلتنا باستخدام القوارب، مع العلم أن تذكرة الركوب في الصيف كانت 25 ليرة تركية للراكب (تعادل 6.5 دولار تقريبا) و أما الآن فقد انخفضت إلى 15 ليرة تركية (تعادل 4 دولارات تقريبا).
يوفر لكم القارب متعة مشاهدة الوادي عن كثب واستشعار جمال الطبيعة الممتزج مع عبق التاريخ، فستشاهدون المقابر الصخرية التي أنشأها الفرس والتي يعود تاريخها إلى 500 سنة قبل الميلاد، وسترون أيضا آثارا تعود إلى الحقبتين الرومانية والبيزنطية كبقايا القلاع والكنائس وحتى المغارات المحفورة بين ثنايا الصخور والجبال.
كما تستطيعون القيام بنزهة سيرا على الأقدام والتخييم بين أحضان الطبيعة وتناول المأكولات البحرية كسمك "ألابالك" في مطاعم المنطقة.
كانت بالفعل رحلة مشوقة وممتعة، ونأمل في القريب العاجل أن يتم إدراج منطقة الوادي الأثرية الطبيعية على قائمة التراث العالمي وجعلها منطقة أثرية محمية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!