ترك برس
عقب قيام وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد بإعادة تغريدة مسيئة لتاريخ الأتراك ورئيسهم الحالي، توالت ردود الأفعال من قبل السياسيين والنشطاء سواء الأتراك أو العرب، منددة بتصرف زايد ومتسائلة عن المغزى منه في ظل اتجاه الأنظار هذه الأيام إلى قرار ترامب بشأن القدس.
في هذ السياق انتقد رئيس جامعة الدفاع الوطنية التركية إرهان أفيونجو، اتهام الوزير الإماراتي ضمنياً من خلال تغريدة، القائد العسكري العثماني فخر الدين باشا، بارتكاب جرائم بحق سكان المدينة المنورة وسرقة أموالهم، مبيناً أن فخر الدين باشا يعد إحدى رموز التاريخ التركي والعثماني.
وفي مقال كتبه "أفيونجو" في صحيفة صباح التركية تحت عنوان "لقد افتروا على الباشا الذي دافع عن شرف الإسلام وهو يتغذى على الجراد"، قال فيه بأن الباشا العثماني اضطر لتناول الجراد خلال دفاعه عن المدينة المنورة ضد المتمردين والإنكليز، وذلك لنفاد الطعام لديهم نتيجة الحصار الذي كان مفروضاً عليهم.
وأضاف الأكاديمي التركي بأن فخر الدين باشا الملقّب بـ "نمر الصحراء" لم يُحنِ رأسه للعدو حتى بعد اتفاقية موندروس لوقف إطلاق النار، وسلّم الجنود قائدهم إلى البريطانيين وهم يبكون، على حد قوله.
وحول مزاعم "سرقة" فخر الدين باشا لمخطوطات ومحتويات المكتبة المحمودية في المدينة المنورة، قال "أفيونجو" إن "أول ما قام به فخر الدين باشا في إطار الدفاع عن المدينة المنورة، كان نقل بعض الأمانات المقدسة والمخطوطات الثمينة التي في المدينة إلى إسطنبول، خشية أن تقع في أيدي الأعداء أو أن تُسلب. أغلب هذه المخطوطات التي أرسلها إلى إسطنبول، كانت قد أُرسلت إلى مكتبة المدينة من قبل الإداريين العثمانيين. والآن يتم لاحتفاظ بحوالي 500 مخطوط من هذه المخطوطات في مكتبة المدينة الكائنة بقصر طوب قابي بإسطنبول."
وأوضح أن فخر الدين باشا وجنوده كان لهم دور رئيسي في صمود المدينة المنورة وسقوطها متأخراً نسبة للمدن الأخرى مثلما كان الحال في مكة المكرمة التي سقطت مبكراً نتيجة فشل الوالي عليها غالب باشا، مبيناً أن فخر الدين باشا استمر في الدفاع عن المدينة على الرغم من الإمكانات المحدودة والحصار المفروض عليه وعلى جنوده.
وبحسب "أفيونجو" فإنه عقب قبول الإمبراطورية العثمانية بشروط معاهدة موندروس عام 1918 والتي تقضي بانسحاب القوا العثمانية من المدينة، فإن فخر الدين باشا رفض الانصياع لأوامر الدولة التي قامت على إثر ذلك بعزله وتولية علي نجيب بيك، إلا أنه وعلى الرغم من هذا استمر فخر الدين باشا بالدفاع عن المدينة.
ويختتم الأكاديمي التركي بالإشارة إلى الطريقة التي تم القبض فيها على الباشا بالقول "توجه علي نجيب بيك ومن معه من الضباط إلى فخر الدين باشا الذي كان يرفض الاستسلام ماكثاً في مكان قريب من الروضة النبوية الشريفة. ظن فخر الدين باشا أنهم أتوا إليه لزيارته والاطمئنان عليه، وبعد أن قام الضباط برش الرماد على عينيه، انهالوا على الباشا وربطوه، ومن ثم سلموه إلى الإنكليز في 10 يناير/ كانون الثاني 1919. يصف فخر الدين باشا هذه الحادثة بأنها أقسى وأمر ما عاشه في حياته."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!