بولنت آرانديتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس
163 يوماً تفصلنا عن الانتخابات البرلمانيّة التي ستجري في السّابع من شهر حزيران المقبل. فاستطلاعات الرأي السريّة والعلنيّة، تُفيد بأنّ رئيس الوزراء الحالي أحمد داود أوغلو سوف ينجح في الاستحقاق المقبل وسيستمرّ في منصبه كرئيس للوزراء في تركيا.
وبعد هذا الاستحقاق البرلماني، سيكون الطّريق مُمهّداً أمام داود أوغلو للعمل الدّؤوب ولمدّة أربعة سنوات من دون انقطاع. فخلال الأربع سنواتٍ القادمة لن يكون هناك أي استحقاقٍ انتخابي. حيث أنّ المرحلة القادمة ستكون مرحلةً هامّة على الصّعيد الدّاخلي وعلى صعيد المنطقة المحيطة بتركيا.
وفي حال إدارة الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو واللذان يسعيان لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي في تركيا لهذه المرحلة الحسّاسة بشكل جيّد، فإنّ وصول تركيا إلى أهدافها المنشودة لعام 2023 سيكون سهلاً.
واليوم نجد أنّ المعادلات الدّولية والتّحوّلات التّاريخيّة التي تحدث في العالم، تمنح الدّولة التركيّة فرصةً ذهبيّة للتّطوّر أكثر ولعب دورٍ فعّال على السّاحة العالميّة.
وهنا علينا أن نسأل السّؤال التّالي: ما الذي تفعله القيادة التركيّة من أجل الوصول إلى أهدافها المنشودة لعام 2023؟
إنّنا نجد أنّ أحد أذرعة الحكومة ممتدّةً نحو أنقرة. بينما نجد الثّانية تطال المناطق المحيطة بالدّولة التركيّة وجميع الدّول الإسلامية التي كانت تربطنا معهم روابط الأخوّة. حيث نلاحظ أنّ جسور الثّقافة تتداخل بين تركيا ودول القوقاز والبلقان.
لقد تواجدنا من جديد في البوسنة والهرسك وفي مقدونيا وأذربيجان وتركمانستان. واتّجهنا من جديد نحو الحجاز وبغداد وعمّان. إنّنا نهدف لإقامة اتّحادٍ بين دول بلاد الرّافدين. فالدّولة التركية كانت قد فكّرت قبل أربعة سنواتٍ من الآن إقامة اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي يضمّ كلاً من تركيا والعراق وسوريا الجديدة ولبنان والأردن. لكنّ القوى الخفيّة أفسدت هذا المشروع، إلّا أنّ هذا الحلم لا بدّ أن يتحقّق في المستقبل العاجل.
فخلال زيارة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الأخيرة إلى مقدونيا، قام رجل مُسنّ بمعانقته والبكاء على كتفه. وكانت دموع هذا المسنّ تعبّر عن مدى الحسرة والشّوق بين الإخوة المقدونيّين والأتراك.
الدّولة التركية كانت حتى الأمس القريب تتحرّك على صعيد واحد من خلال النّظام الذي يُفعّل دور رئيس الوزراء ويُعطّل دور رئيس الجمهورية. أمّا الآن وبعد استلام رجب طيب أردوغان لمنصب رئاسة الجمهورية وجلوس أحمد داود أوغلو على كرسيّ رئاسة الوزراء، نجد أنّ المؤسّستين تعملان بشكلٍ فعّال وتتعاونان على تطوير البلاد وإقامة العلاقات المتينة مع العالم الخارجي.
فرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، يبذلان قُصارى جهدهما من أجل رفع العلم التركي في كافّة أرجاء العالم. وإنّ مساعي أردوغان وداود أوغلو تذكّرنا بالمقولة الشّهيرة لخليل رفعت الذي قال "إنّ المكان الذي لم تستطع الوصول إليه ليس ملكاً لك".
الخُلاصة: إنّنا لا نستطيع أن نتخيّل أنفسنا خارج إطار الموازنات الدّولية التي تجري حاليّاً لا سيما أنّنا كنّا نشغل مكانةً مرموقة في هذه البقعة الجغرافيّة قبل مئة عام. فتأثير الدّولة التركية يجب أن تُضاهي تأثير الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإنكلترا والصّين، في منطقة الشّرق الأوسط.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس