ترك برس
بدأت وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" أعمال الترميم في جزيرة سواكن السودانية بعد الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وبحسب مؤسسة "تيكا" فإن 30 خبيراً من مختلف المجالات مثل حفر الأراضي والتخطيط العمراني والجيولوجيا والجيوفيزياء يقومون بإجراء بحوث أولية، بعد طلب الرئيس أردوغان بنفسه إحياءً فوريًا للجزيرة التاريخية الهامة.
وستنطلق أعمال الترميم الواسعة النطاق بعد أن تتطابق نتائج أبحاث فريق تيكا الفني مع التراث التاريخي والثقافي للجزيرة، كما تهدف "تيكا" إلى تحويل جزيرة سواكن إلى مركز للسياحة الثقافية بعد الانتهاء من المشروع التركي - السوداني المشترك.
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخاطباً الرئيس السوداني خلال زيارته: "رؤية الجزيرة بوضعها الحالي يحزننا، وإذا قمت بتخصيص هذه الجزيرة لنا، سوف نعيدها ونجعلها جديرة بمجدها التاريخي، وسيكون السودان فخوراً بذلك ويمكنه اتخاذ خطوات جديدة في مجال السياحة".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن الجزيرة عند ترميمها وإحياءها فإنها يمكن أن تكون جزءًا من مسار العمرة أو الحج كما كانت في السابق.
وزار الرئيس أردوغان العديد من المواقع العثمانية، بما في ذلك مسجد الحنفي، ومسجد الشافعي، ومبنى جمركي قديم يقع في الجزيرة حيث سيتم ترميمها جميعاً من قبل "تيكا".
تقع جزيرة سواكن شمال شرق السودان، وكانت أهم مدينه بحرية في نوبيا، وبعد إنشاء ميناء السودان فقدت سواكن أهميتها، وحتى القرن التاسع عشر كانت الجزيرة العنوان السكني لحاكم الحبشة التابع للإمبراطورية العثمانية التي تشكل اليوم كلًا من أريتريا وجيبوتي وشمال الصومال.
وعندما غزا السلطان سليم مصر، أصبحت الجزيرة جزءًا من الأراضي العثمانية وبقيت على وهذا النحو حتى القرن التاسع عشر.
ويذكر أن محافظ اليمن كان "أوزدمير باشا" الذي تم تعيينه واليًا عن منطقة الحبشة أنشأ مقاطعة الحبشة في الخامس من حزيران/ يوليو 1554 وأعلن أن جزيرة سواكن على ساحل البحر الأحمر السوداني مركزٌ للمقاطعة.
كما شيد العثمانيون الحصن لحماية المنطقة، وتم تقسيم البحرية الجنوبية إلى قبائل الهند والسويس وموحية حيث أصبح البحر الأحمر حينها "بحرًا داخليًا عثمانيًا".
وفي عام 1865 تم تسليم إدارة المدينة الى الخديوي في مصر، وخلال فترة الاحتلال البريطاني لمصر عام 1882 تركت الجزيرة السيادة التركية بشكل كامل، وتبعت إلى مصر رسمياً تحت السيادة البريطانية بموجب المادة 17 من معاهدة لوزان بتاريخ 24 يوليو/ حزيران عام 1923.
وأصبحت جزيرة سواكن جزءًا من الأراضي السودانية بعد حصول السودان على استقلاله عن الحكومة البريطانية - المصرية عام 1956.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!