تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
أكبر عائق يقف في وجه إصلاح العلاقات التركية الأمريكية هو الولايات المتحدة نفسها. لأنها لم تلتزم بتعهداتها، بل عملت العكس، وعلى الأخص في شرق الفرات ومنبج.
ولو كانت الولايات المتحدة صادقة لكان بالإمكان حل المشاكل. ولهذا فإن طلب واشنطن الآن من أنقرة التخلي عن شراء منظومة إس-400، واستبدالها بباتريوت يثير علامات استفهام حول إمكانية الثقة بها.
وعلى الأخص، عند الأخذ في الاعتبار التصريحات الوقحة لمتحدث البنتاغون، الذي قال: "في حال عدم إلغاء تركيا صفقة منظومة الدفاع الجوي إس-400 من روسيا، فإن عواقب وخيمة تنتظرها".
لهذا من الواضح أن الولايات المتحدة، التي لم تبع تركيا صواريخ باتريوت رغم طلبها مرات، لا تكترث كثيرًا للناتو ومسألة التحالف، وهذا ما يقوله أيضًا الجنرال المتقاعد نعيم بابور أوغلو:
"الولايات المتحدة لم تكن أبدًا حليفًا أو شريكًا استراتيجيًّا لتركيا. صحيح أنهما حليفتان في الناتو، لكن السياسات التي اتبعتها واشنطن في سوريا خلال السنوات الخمس الأخيرة أثبتت أنها لم تعد حليفة لأنقرة.
لأن الحليف لا يزود 60 ألف إرهابي يهددون بلدًا حليفًا له، بالسلاح والعتاد والخدمات الاستشارية. ولا يسمح لهم باحتلال منطقة متاخمة للحدود التركية. لهذا أقول إن الولايات المتحدة ليست حليفًا وإنما عضو في الناتو".
ويضيف بابور أوغلو: "لا يمكن أن نثق بواشنطن. لنفرض أن تركيا تراجعت عن إس-400، ماذا لو رفضت الولايات المتحدة، التي تقول اليوم إنها ستبيع تركيا باتريوت، إتمام الصفقة لأعذار واهية كما تفعل داائمًا؟
لن تتخلى تركيا حتمًا عن صفقة إس-400. لكن قد تؤجل نشرها في شهر سبتمبر/ أيلول. وخلال هذه الفترة يمكنها أن تطلب من الولايت المتحدة إحضار صواريخ باتريوت ونشرها، ثم تدرس الوضع حينها".
ولدى سؤاله: ماذا سيكون موقف بوتين عندها؟
يجيب بابور أوغلو: "لو أن تركيا اشترت 20 بطارية باتريوت فإن بوتين لن يعترض. فهو بالنتيجة سينشر إس-400 على أراضي عضو في الناتو، فلا فرق إن كان ذلك عام 2019 أو 2020".
لو أن الولايات المتحدة أظهرت أنها بلد حليف فهل كان الوضع سيختلف الآن؟
"ممكن. لو أنها نفذت تعهداتها في اتفاق منبج لأرسلت العناصر الإرهابية إلى منطقة أخرى، ولأصبحت منبج منطقة آمنة تحت إشراف تركيا والولايات المتحدة. وكذلك الأمر بالنسبة لشرق الفرات، كان من الممكن تحييد الإرهابيين وفق مقترح تركيا أو العثور على حل وسط، ومن ثم إنشاء منطقة آمنة.
لكنها لم تفعل، على العكس تعتبر تنظيم "ب ي د" الإرهابي شريكها. لذلك لن تقطع تركيا علاقاتها مع روسيا. فهي بحاجة للتعاون معها، وعلى الأخص في غرب الفرات. وإذا فعّلت اتفاق أضنة فقد تكون حققت تقدمًا آخر في مواجهة الولايات المتحدة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس