ترك برس
أشار تقرير للتلفزيون الحكومي التركي، إلى وجود أسباب كثيرة وراء سعي تركيا لتصدّر مشهد الدفاع عن قضايا الشعوب العربية والإسلامية.
وتطرق تقرير (TRT عربي) إلى تصدّر تركيا مشهد الدفاع عن مرتفعات الجولان السورية المحتلة، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسيادة إسرائيل عليها.
ووفقًا للتقرير، لم تكتفِ تركيا ببيان تدين من خلاله قرار ترمب، إذ حظيت القضية باهتمام واسع من قبل صنّاع القرار على اختلاف مناصبهم، في الوقت الذي أكدت فيه أنقرة سعيها إلى تدويل القضية.
وجاء أوّل تصريح على لسان وزير خارجيتها مولود تشاوش أوغلو الذي قال إن القرار لن يشرعن أبداً ضم إسرائيل لمرتفعات الجولان.
ولفت تشاووش أوغلو إلى أنّ القرار سيقوّض مساعي السلام في الشرق الأوسط ويزيد التوتر في المنطقة.
وأخذت أنقرة زمام الأمور فيما يتعلق بالقضية، وعملت على إثارتها خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول.
وأشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الاجتماع، إلى أن بلاده لن تسمح بشرعنة احتلال مرتفعات الجولان. ثم وجّهت أنقرة انتقادات حادة إلى دول عربية "التزمت الصمت إزاء اعتراف ترمب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل".
وقال أردوغان خلال لقائه مع عدد من الشباب في أنقرة، قبل أيام، إنه يقوم بما يقع على عاتقه في الدفاع عن قضايا الأمة، كونه رئيساً للدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، وأنه سيستمر في ذلك حتى لو واصلت الدول الإسلامية مواقفها الخجولة.
في هذا السياق، يقول أستاذ الفلسفة والعلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون في إسطنبول برهان كور أوغلو، إن "تركيا وبسبب الإرث التاريخي الذي يربطها بشعوب المنطقة، تشعر أن الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية من واجبها".
وأضاف كور أوغلو: "يزداد الاعتقاد في أنقرة بأن غالبية الدول العربية والإسلامية تعاني جرّاء التحكم بها من قبل أنظمة ديكتاتورية، أو تعاني جرّاء حروب وأزمات مختلفة، ولعل هذا يعد سبباً رئيساً في سعيها إلى قيادة المرحلة وتصدر مشهد الدفاع عن قضايا الشعوب العربية".
وأشار إلى أن تركيا تتميز بحضورها على الساحة الدولية، "ومن شأن ذلك أن يمنحها مزيداً من القوة التي تستغلها للدفاع عن القضايا التي تراها عادلة".
برهان كور أوغلو، أكّد أن "أنقرة تعي تماماً أن المنطقة تتعرض لمؤامرات مختلفة، وأنها مستهدفة بسياسات التقسيم والشرذمة، وهذا ما ظل خلال الأزمة السورية، ولذلك تسعى إلى رفض أي محاولة احتلال للأرض أو فرض سيطرة عليها".
وقال إن "تركيا سعت ولا تزال من أجل ضمان وحدة الأراضي السورية ودافعت عن ذلك خلال السنوات الماضية، لأنها تدرك أن المنطقة باتت هشة ومعرضة لمثل هذه الهجمات، وقد تعتبر الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان شرعنة لاحتلال الأرض، بالتالي جزء من عملية التشتيت والشرذمة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!