ترك برس - الأناضول
"عظمة الأمة تقاس بكيفية تعاملها مع أضعف أفرادها"، كلمات لزعيم الاستقلال الهندي المهاتما غاندي، تنطبق على تركيا التي فتحت أبوابها للاجئين وضحايا الحروب والفقراء.
لم يقتصر الأمر على الاستضافة بل قدمت تركيا للمرضى من هؤلاء العلاج المتطور بالخلايا الجذعية مجانًا، في حين لا تسمح لهم معظم البلدان بعبور حدودها.
ويمكن أن تصل تكلفة العلاج المستخدم لأمراض الدم ونخاع العظام إلى مئات الآلاف من الدولارات في الولايات المتحدة وأوروبا، ورغم ذلك فإن تركيا تقدمه مجاناً.
الشاب "بشار قبس"، لاجئ سوري يتلقى العلاج من مرض السرطان في مستشفى بالعاصمة أنقرة، يقول للأناضول: "بدأ المرض مع ظهور كتلة صغيرة بعنقي، تبعها تدهور بالبصر، وأخبرني الأطباء أنني أعاني من السرطان".
ويضيف قيس (23 عامًا)، أن الأطباء في حلب كانوا على وشك نقله إلى مستشفى يديره النظام السوري، لكنه أصرّ على تلقي العلاج في تركيا، التي تستضيف 4 ملايين سوري منذ عام 2011.
ويتابع: "الحمد لله، الأطباء هنا في أنقرة يقدمون لي العلاج الطبي وأرى في عيونهم أمل الشفاء.. لقد أجروا لي أكثر من 5 عمليات جراحية، وجميعها كانت مجانية".
ويستطرد قيس: "تأثرت كثيراً بالترحيب الحار الذي تلقيته والطريقة الرائعة التي تعامل معي بها الأطباء أثناء تلقي العلاج، لم أشعر أنني أجنبي أو لاجئ على الإطلاق".
وتوجه قبس بالشكر إلى الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة التركية، "على هذه المساعدة التي لا تنسى (..) لن أنسى يوماً ابتسامات الأطباء والممرضات التي منحتني أمل الحياة مجدداً".
سخيداد عبد الستار، مواطن أفغاني من أصل أوزبكي من مقاطعة جوزجان الشمالية، أصيب بالمرض عندما كان في السابعة عشرة من عمره وتلقى علاجا لفقر الدم اللاتنسجي في أنقرة.
وبعد 4 أشهر مضنية من تلقي علاج الخلايا الجذعية وسنوات من العلاج المنتظم، يقول للأناضول: "بعد تشخيص إصابتي بفقر الدم، نُقلت لأول مرة إلى باكستان لتلقي العلاج بسبب نقص المراكز الصحية المتقدمة في أفغانستان".
ويشير أن تكلفة العلاج في باكستان كانت باهظة جداً وأنه لم يتمكن من توفيرها.
ويتابع: "أحالت وزارة الصحة الأفغانية ملفي الصحي إلى تركيا، التي قامت بدورها باستقبالي وتقديم العلاج المجاني لي (..) امتلأ جسدي الميئوس من شفاؤه فجأة بالبهجة والأمل".
ويؤكد "عبد الستار"، أن "الأطباء الأتراك مذهلون، وقلوبهم مليئة بالرحمة والحب والإنسانية".
من جانبه يوضّح الطبيب سنان دال، الذي يشرف على حالة "عبد الستار"، إن عملية علاجه كانت صعبة ومؤلمة للغاية.
فيما أثنى "دال" وهو أستاذ مشارك في أمراض الدم، على كرم ضيافة تركيا، والخدمات المذهلة التي تقدمها للاجئين من اليمن وفلسطين وأفغانستان وسوريا وأماكن أخرى.
ويبيّن أن تركيا تطورت "من بلد واجه صعوبات في علاج مواطنيه بشكل جيد، إلى بلد يوفر علاجا متقدما لضحايا الحروب واللاجئين في أقل من عقدين من الزمن".
ويختتم حديثه بالقول: "يجب أن نفتخر ببلدنا، لأنها تعتبر أعظم دولة على وجه الأرض من حيث الطريقة التي تتعامل بها مع الفقراء والمحتاجين من جميع الألوان والأجناس والأديان في مستشفياتنا".
وفي تصريح سابق، قال "فوزي ألتونطاش" أستاذ تركي في أمراض الدم، إن بلاده "تحاكي البلدان المتقدمة في الغرب في حملتها لتقديم خدمات طبية متطورة للمرضى".
و"ألتونطاش"، هو مؤسس البنك التركي لتخزين دم الحبل السري ونخاع العظام "تورك كوك"، ورئيس الجمعية العالمية لفصل الدم، منذ عام 2018، أحد المهندسين الأساسيين لعملية التقدم الطبي في تركيا.
وأضاف: "علاج السرطان وخاصة أبحاث الخلايا الجذعية هي مصدر فخر لتركيا، وربما كانت هي الممارسة الطبية الأسرع نمواً بها العقد الماضي، حيث ارتفع عدد عمليات زراعة الخلايا الجذعية من 200 إلى أكثر من 4600 عملية سنوياً".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!