هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
يجب الكتابة بشكل مياشر وصراحة..
هل لدى تركيا مشكلة مع حلف الناتو؟
الإجابة: نعم.
حتى نفهم ذلك حسبنا فقط أن نقيّم بشكل صحيح ما حدث في 15 يوليو/ تموز خلال المحاولة الانقلابية.
لم يتضح بعد بالشكل الكافي ملف قاعدة إنجيرليك، وعندما تتكشف الأمور لن تستطيع بروكسل وواشنطن النظر في عينينا.
لكن علينا أيضًا طرح السؤال التالي.. هل تفكر تركيا بالانفصال عن الناتو؟
الإجابة: لا.
حتى عندما أغلقت تركيا القواعد والمنشآت الأمريكية ردًّا على عقوبات فرضتها واشنطن بسبب العملية العسكرية التركية في قبرص، لم تفكر أنقرة بالتخلي عن المنافع الاسترانيجية للناتو والانفصال عنه.
وفي الواقع، هذه الأمور ليست بتلك السهولة التي تصورها بعض وسائل الإعلام في بلادنا. إذا خرجت تركيا من الناتو فإن الثمن سيكون باهظًا بالنسبة للغرب إلى درجة لا يمكن تخيلها.
إذا كان هناك مشكلة فهي انزعاج بعض الأوساط الخارجية والداخلية من سياسات تركيا المستقلة على طريق زبادة قوتها ونموها الاقتصادي.
***
في هذه النقطة بالذات يجب الحديث بشكل واضح.. فتركيا لا تنسلخ عن الناتو، وإنما هو فصال بائن عن "الأوساط الأطلسية" المرتبطة بالحلف.
لأن الطريق الوحيد من أجل مواصلة علاقاتنا كدولة ذات سيادة مع الناتو يمر عبر تهميش الأوساط المذكورة.
فهذه الأوساط لا تهدف للتوصل إلى تفاهم مع الحلف عند الضرورة، وإنما إلى اتباعه واتباع زعيمته الولايات المتحدة. علينا أن ندرك ذلك وننظر إلى المستجدات الحالية والمستقبلة من هذه الزاوية.
وعند ذكر الأوساط الأطلسية لا تظنوا أنها مكونة من مسؤولين رسميين ومدنيين فقط، فقد أصبحت على مر الأعوام قوة نافذة في مجالات الرأسمال والإعلام والثقافة.
ربما يخطر على بال البعض منكم عالمنا الثقافي المزخرف بأنواع مختلفة من "الإيديولوجيات اليسارية" و"أدبيات مناهضة الإمبريالية".
نحمد الله أن بهرجة هذه الزمرة تتساقط تدريجيًّا مع مرور الوقت. فقد رأينا يساريين يتوسلون تحت قبة البرلمان كي لا تستلم تركيا صواريخ إس-400، ويلتحفون بالعلم الأمريكي قبل النوم، ويطلبون من الناتو التدخل في بلادهم.
لكن ما يجب الانتباه له هو الأوساط المرتبطة بالناتو ضمن الأقلية المتحكمة بالإعلام والرأسمال. سنرى حملاتها المضادة خلال الأيام القادمة.
***
ليس الفصال الذي تحدثت عنه آنفًا خاص بحزب أو شريحة ما..
إنما هو نقطة اتحاد الدولة والشعب بعد مواجهتهما الحقيقة المرة في 15 يوليو..
إنه نتيجة مثمرة لانتظار طويل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس