طالب الدغيم - خاص ترك برس
1. ارتبطت التفاهمات الأمريكية - التركية، والروسية - التركية الأخيرة بخصوص سورية - بشكل أساسي - بإستراتيجية الإدارة الأمريكية الحالية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، فهو لا يرى أية جدوى من القتال الأخير في سورية واستمرار العداء مع تركيا كحليف إقليمي لصالح فصيل انفصالي (مصنف على لوائح الإرهاب الدولية) من جهة، ومن جهة أخرى، فإن الانسحاب الأمريكي إلى قواعد آبار النفط ومنطقة التنف في شرق سورية، هو مصلحة أمريكية عليا لاستمرار لعب دور مؤثر في الملف السوري.
2. الاتفاق التركي - الروسي هو نتيجة للتفاهمات السياسية الروسية التركية الإيرانية في أستانا وسوتشي، وهو ما أثبته الفيتو الروسي في مجلس الأمن لصالح التدخل التركي ومنع صدور قرار يدين تركيا أممياً.
3. الاتفاق الروسي التركي هو نتاج للرضا الأمريكي عن المنطقة الآمنة (بطول 440 كم وعرض 33 كم)، والذي أعطى الروس زخماً أمنياً كبيراً بشكل غير مباشر؛ لأن ميليشيا الحماية الذاتية (قسد) وجدت في موسكو قوة ضامنة لوجودها، ولن تجد أفضل من الروس بُدلاء عن الحماية الأمريكية، نظراً لاجتماع المصالح (المرحلية) بين الطرفين (ما جرى بين الروس وقسد أشبه بمصالحات المدن التي هادنت النظام السوري في درعا وأرياف حمص ودمشق).
4. ما يمكن أن تحصل عليه الثورة السورية من حقوق جغرافية وسياسية وأمنية واقتصادية له ارتباط عضوي بالحضور التركي في الميدان السوري وبالمفاوضات التركية مع الروس والإيرانيين والأمم المتحدة بخصوص الانتقال السياسي لا أكثر.
5. مستقبل الملف العسكري والأمني السوري أصبح بيد قوة رئيسية هي روسيا وبجانبها الإيرانيون والأتراك، مع الأخذ بعين الاعتبار أن واشنطن ستظل لاعب مؤثر (غير عادي) في الغرف السياسية سواء في مرحلة تشكيل دستور توافقي أونظام للحكم الانتقالي أو في ملفات إعادة الإعمار وعودة اللاجئين، لكن بشرط أن يحفظ لها ذلك نظام مركزي صارم يحمي مصالح إسرائيل ومتفق عليه دولياً (مجموعة أستانا - المجموعة الغربية والعربية المصغرة)، ويُؤَمن تقاسم النفوذ في الأراضي السورية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس