ترك برس
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل أيام، 2020 "عام باتارا"، تلك المدينة الأثرية الواقعة بين قضاء فتحية بولاية موغلا وقضاء قاس في ولاية أنطاليا.
أسباب كثيرة دفعت وزارة الثقافة والسياحة التركية، لاختيار باتارا لتكون شعار العام 2020، أبرزها أن تاريخ المدينة يرجع إلى ألفي عام، وعثر فيها على آثار لحياة البشر تعود إلى ما قبل 6 آلاف عام، بحسب تقرير لوكالة الأناضول للأنباء.
وكان وزير الثقافة والسياحة محمد نوري أرصوي قد زار المدينة الأثرية في 24 ديسمبر/ كانون أول الماضي، وتلقى معلومات عن الأعمال الجارية هناك.
ونشر أرصوي صوراً للزيارة عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي معلقاً عليها بقوله: "قمنا بجولة تفقدية في المدينة الأثرية بباتارا التي تتمتع بأهمية تاريخية وأثرية كبيرة".
كذلك فإن باتارا تشتهر شواطئها بأنها مكان وضع سلاحف "كاريتا كاريتا" بيضها، كما تعرف بكونها مسقط رأس القديس نيكولاس المعروف بـ"بابا نويل" ومكان ولادة أبوللو إله الشمس والفن، وآرتميس إلهة القمر والصيد، وفقا للميثولوجيا الإغريقية القديمة.
كما تضم المدينة القديمة آثاراً على وجود حياة بشرية بها قبل أربعة آلاف عام من الميلاد، فيما تعد من السواحل النادرة التي تلجأ إليها سلاحف "كاريتا كاريتا" منذ ملايين السنين لوضع بيضها وخروج صغارها.
البروفيسور فخري إيشيق من جامعة "آق دنيز" والفريق المعاون له، بدأوا بأعمال حفر في مدينة باتارا عام 1988، ولا تزال الأعمال مستمرة تحت إشراف البروفيسور حواء إيشكان، منذ عام 1999 وحتى اليوم.
ومن بين الآثار التي تم الكشف عنها خلال أعمال الحفر مبنى "مجلس اتحاد ليقيا" الذي يُعد أول مجلس ديمقراطي في العالم، والمسرح الأثري، والشارع الرئيسي، والحمامات، والبازيليكا، ومنارة نيرون.
ويعد "مجلس اتحاد ليقيا" واحداً من أفضل نماذج الديمقراطية في العالم، وبه كان يلتقي ممثلو مدن اتحاد منطقة ليقيا، وكان المجلس مصدر إلهام للولايات المتحدة أثناء تأسيسها.
أما المسرح الروماني في باتارا، الذي يمثل مرحلة الانتقال المعماري بين العصرين الهلسنتي والروماني، فهو واحد من أكبر المسارح الرومانية في الأناضول، وتبلغ سعته 6 آلاف شخص.
وتضم باتارا أيضاً بقايا أقدم منارة بحرية.
وشيدت المنارة في عهد الإمبراطور نيرون عام 64-65 قبل الميلاد وذلك وفقاً للكتابة البرونزية الموجودة عليها وكانت وقت تشييدها في ارتفاع يضاهي ارتفاع عمارة من خمسة أدوار.
وتحافظ منارة البحر في باتارا الأثرية على طبيعتها، منذ أكثر من ألفي عام، تزامناً مع قرب إعادة ترميمها وفقاً لهيئتها الأصلية.
ويقول القائمون على إعادة ترميم وبناء منارة البحر، أنها أنشئت عام 54 بعد الميلاد، من قبل الإمبراطور الروماني نيرون، وكانت لها أهمية كبيرة خلال الحقبة العثمانية أيضاً.
وبحسب القائمين عليها، فإنها المنارة الوحيدة التي يتم إعادة بنائها بأحجارها الأصلية، ومن المتوقع الانتهاء من إعادة بنائه خلال أعوام قليلة.
والمنارة المذكورة عبارة عن بناء ضخم، حيث يبلغ ارتفاعها 26 متراً، وعلوّ المسار المؤدي إليها 6 أمتار.
وكانت المدينة الأثرية في باتارا ميناءً لتجميع وتخزين الحبوب التي يتم نقلها من الأناضول إلى روما. وتشتهر المدينة أيضاً بمجرى المياه الذي يأتي من على بعد 20 كيلومتراً من المدينة.
وطبقاً للميثولوجيا الإغريقية فإن باتارا هي أيضاً المكان الذي ولد به أبوللو إله الشمس والفن، وآرتميس إلهة القمر والصيد.
ويُروى أن "الإلهة هيرا غضبت على ليتو التي عشقها زوجها وكبير الآلهة زيوس، ولذلك لم يقبل أي مكان استضافة ليتو حتى تمكنت من اللجوء إلى باتارا".
ويُحكى أن "قصة حياة أبوللو وآرتميس الابنين التوأمين لزيوس وليتو بدأت في باتارا".
كما تشير أعمال الحفر إلى أن القديس نيكولاس المعروف بـ"بابا نويل" ولد في باتارا في القرن الرابع وعاش بها طفولته، وتدرج القديس نيكولاس في مناصب الكنيسة حتى تم إرساله أسقفاً إلى دمره، في أنطاليا، جوب غربي تركيا، وتوفي هناك.
وقالت البروفيسور حواء إيشكان إيشيق، رئيسة أعمال الحفر بالمدينة الأثرية في باتارا، إن الهدف الوحيد هو إدراج المدينة الأثرية في باتارا عاصمة اتحاد ليقيا، على القائمة الدائمة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو.)
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!