ترك برس
قدم اليوتيوبر داوود كيم، إلى إسطنبول في 27 شباط/ فبراير لتعزيز ثقافته الإسلامية، واضطر للبقاء في فندقه بتركيا بعد القرار المتخذ ضمن تدابير الوقاية من فيروس كورونا بإيقاف الرحلات الجوية.
يتابع قناة داوود كيم على اليوتيوب 1,5 مليون متابع، وقد نشر على قناته فيديوهات لتعريف العالم بإسطنبول وثقافتها الإسلامية خلال تواجده في تركيا. وبعد قرار تعليق الرحلات الجوية الدولية، ألغي حجز عودته إلى بلده الذي كان منتظرًا قبل ثلاثة أسابيع وبقي في تركيا.
ولعدم امتلاكه كمامة، لم يستطع داوود الخروج إلى الشوارع، وبقي في غرفته بالفندق يومين بلا طعام ولا شراب. وبعد نشره فيديو عن معاناته، ساعده متابعو قناته الأتراك وأرسل العديد منهم طعامًا وشرابًا إلى الفندق الذي يقيم فيه.
أعرب داوود عن شكره وامتنانه لمتابعيه الأتراك عبر صفحته في موقع إنستجرام قائلًا: "أشكركم على هداياكم التي هي أكثر من رائعة بالنسبة لي، وتأثرت وكنت سأبكي عندما رأيتها. كنت أعلم أن الدنيا لا تزال بخير، ويسعدني زيارة تركيا مرة أخرى. اغسلوا أيديكم، ولا تنسوا ارتداء كماماتكم، وابقوا في المنزل لسلامتكم. أعلم أن هذا الوضع صعب على الجميع، وأكرر شكري لكم. حمانا الله جميعا".
أشار داوود إلى انه غادر الفندق ليقيم في منزل صديقه وأن وضعه الصحي جيد، وأعلن عن نيته العودة إلى كوريا الجنوبية في 1 نيسان/ أبريل.
ولد داوود كيم في 27 أيار/ مايو 1996، وعائلته كاثوليكية تقيم في كوريا الجنوبية، وكان اسمه قبل إسلامه جاي كيم. عمل داوود بالغناء، وهو أحد أشهر نجوم أغاني الكيبوب (K-pop) الكوريين. تعرف على الدين الإسلامي عند ذهابه إلى أندونيسيا، وروى لمراسل قناة TRT قصة اعتناقه للإسلام بهذه الكلمات:
"لم أسمع عن الإسلام في حياتي إلا عندما كنت صغيرا عندما حدثت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، شعرت حينها أن كلمة الإسلام تعني الخطر لأن وسائل الإعلام تظهر صورة سلبية عن الإسلام، مثل الحرب، وظلم النساء، والإرهاب، لكن اعتقادي السيء عن الإسلام تغير عند ذهابي إلى إندونيسيا".
"ذهبت إلى إندونيسيا حيث بدأت عملي كمغني في جاكرتا، ولم أكن أعرف شيئًا عن الإسلام وأن في إندونيسيا الكثير من المسلمين. وأدهشني شيئان عند تعرفي على المسلمين هناك: طيبتهم معي، وارتداء الكثير من الفتيات الحجاب في إندونيسيا على الرغم من حرارة الجو العالية. لم أرَ الحجاب في حياتي، وتعجبت: من الذي أجبرهن على ارتدائه؟ وكان عندي فضول لمعرفة السبب فسألت إحداهن: لماذا ترتدين الحجاب؟ وهل أجبرك أحد على ذلك؟ فأجابت: "أنا جوهرة ثمينة لا يراها كل الناس، إنه اختياري ولم يجبرني أحد، أنا فخورة به". اندهشت لاعتقادي بأنها مضطهدة بينما هي فخورة بارتداء الحجاب، وتشوقت لمعرفة سبب ذلك ولم أكن أعرف أن دينها هو السبب. أعتقد انها كانت رسالة من الله لي".
تابع كيم قائلًا: "عند عودتي إلى كوريا، علمت أن أبي فقد وظيفته فتركت الغناء وبدأت العمل، وأحببت أن أبتكر فبدأت بقناة على اليوتيوب. وأعددت فيديوهات عن تجربتي في إندونيسيا نشرتها عبر قناتي، وحصلت على عدد كبير من المشاهدات التي أتاحت لي فرصة التعرف على الكثير من المسلمين. كان ذلك لقائي الثاني مع المسلمين، وكنت أعتقد أن الحياة منافسة وبقائي فيها يتطلب أن أحارب لأفوز، لكنني رأيت المسلمين يساعدون بعضهم البعض، ويشكرون من يعاونهم، وقالوا لي إن الحياة ليست منافسة بل هي رحلة".
وأضاف: "تأثرت كثيرا، وشعرت بأنني تلقيت صفعة على وجهي. لم أعتنق الإسلام فورا، لكنني عندما صُمت لأول مرة حمدت الله، وشعرت بالأمان عندما أديت العبادة، ورغم ترددي لفترة طويلة إلا أنني متأكد من إيماني. نظمت أفكاري واعتنقت الإسلام في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019 وأصبحت داوود".
وأشار داوود كيم إلى عدم رضا عائلته عن قراره اعتناق الإسلام، لكنهم متفهمون لرغبته. ويواصل كيم عبر قناته الترويج للثقافة الإسلامية.
وقد حصلت فيديوهاته لجامع السلطان أحمد وجامع السلطان أيوب والفيديوهات الأخرى التي التقطها في إسطنبول على عدد كبير من المشاهدات في وسائل التواصل الاجتماعي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!