ترك برس
شدّد خبراء ومحللون على تعاظم الدور التركي في ليبيا، كجزء من معادلة ستحدث توازنًا إستراتيجيًا لدعم الشرعية والمسار السياسي، على خلفية انتصارات كبيرة حققتها الحكومة الليبية في الفترة الأخيرة.
وتشير تقارير إلى أنه بعد توقيع حكومة الوفاق الليبية اتفاقا أمنيا وعسكريا مع تركيا، تغيّرت معطيات ميدانية على الأرض وفي سماء المعارك غربي ليبيا، إذ مكّن الاتفاق الأمني قوات الوفاق من نصب منظومات دفاع جوي متطورة في كل من طرابلس ومصراتة.
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مذكرتي تفاهم مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.
وبحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية، تشهد محاور القتال بين جيش الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تطورا ميدانيا منذ نحو أسبوعين لصالح الوفاق، إذ قامت طائرات مسيرة تركية بدور أساسي في هذا التقدم.
وبشكل غير مسبوق، هيمن سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا على سماء المعركة في المنطقة الغربية للبلاد، وذلك منذ إطلاق قوات الوفاق عملية عاصفة السلام يوم 25 مارس/آذار 2020، وبعد أن كانت الغلبة لطيران اللواء المتقاعد خليفة حفتر وحلفائه الدوليين منذ إطلاق الهجوم على طرابلس يوم 4 أبريل/نيسان 2019.
وقد أطلقت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية -السبت- عملية عسكرية للسيطرة على مدينة ترهونة، المعقل الرئيسي المتبقي لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر غربي ليبيا، وأكدت أنها قتلت وأسرت مسلحين ودمرت آليات واستولت على كميات من الأسلحة والذخائر. وتأتي العملية بعد غارات نفذتها طائرات تابعة لقوات الوفاق على قاعدة الوطية.
ولم يصدر أي تصريح للحكومة التركية تعليقا على المعارك الدائرة في ليبيا، في حين أكد امرح كيكللي، مسؤول الملف الليبي في مركز سيتا المدعوم من الحكومة التركية، أنه في ظل الاتفاقيات الدولية بين تركيا وليبيا، وفي إطار القانون الدولي وما أقرته الأمم المتحدة، فإن "تركيا تدعم حكومة التوافق في مواجهة قوات حفتر بكل الوسائل المادية والعسكرية والسياسية".
ونقلت الجزيرة، عن كيكللي قوله إن "الدعم التركي جزء من معادلة ستحدث توازنا إستراتيجيا لدعم الشرعية والمسار السياسي".
ولفت إلى أنه بعد الاتفاق العسكري بين أنقرة وطرابلس، لعب سلاح الجو الليبي دورا مهما وبارزا في المعركة بتكبيد حفتر خسائر كبيرة لدى استهداف خطوط إمداده ومواقع المليشيات ومخازن الذخيرة والقواعد العسكرية.
ورغم استعادة قوات الوفاق المبادرة في سماء المعركة، فإن حلفاء حفتر يواصلون دعمه بالطائرات المسيرة ومنظومات الدفاع الجوي لاستعادة السيطرة على الأجواء، مما سيؤدي إلى تصعيد الصراع، وبالتالي ستواصل الحكومة التركية دعم حكومة الوفاق بحيث تجعلها تستمر في التفوق، حسب تصريح امرح كيكللي.
أما المبعوث التركي إلى ليبيا أمر الله إشلر، فعبّر عن فخره وسعادته بما أسماها الانتصارات التي تحققها قوات طرابلس في الغرب الليبي واستعادتها الكثير من المناطق من أيدي قوات اللواء حفتر.
ووفقًا للجزيرة، رفض إشلر الإدلاء بمزيد من التصريحات والمعلومات قبل انتهاء المعارك تماما في الغرب الليبي.
أما مدير مركز بيان للدراسات الليبية بإسطنبول نزار كريكش، فذكر أن الدور التركي في تحويل سير المعارك لمصلحة قوات الوفاق لا تخطؤه عين المراقب، "فتركيا قامت بما لم تقم به الأمم المتحدة منذ عام 2011 التي عقدت عشرات الاتفاقات لتدريب وتنظيم وضبط القوات المسلحة في ليبيا لكن تلك الاتفاقيات بقيت حبيسة أدراج المكاتب ولم يطبق منها إلا القليل".
وقال كريكش "يعود الفضل في تقدّم قوات حكومة الوفاق في المعارك الحالية إلى تركيا التي وجدت في ليبيا قوة بلا تقنية، وعزيمة بلا إستراتيجية واضحة، فحدثت أسلوب العمليات وتولّت تدريب المقاتلين ودعمت الطيران والدفاعات الجوية وضبطت سلوك غرف العمليات".
ولفت إلى أن أنقرة بنت نواة لجيش ليبي حقيقي سيستمر بعد الحرب وفق الاتفاق الذي وُقع معها ووفق قرارات مجلس الأمن والورقة البيضاء لعام 2012 المتعلقة بتكوين جيش ليبي ودمج وإعادة تسريح المسلحين وبناء المؤسسة العسكرية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!