ترك برس
مثل البلدان الإسلامية الأخرى، تستعد تركيا لعيد هادئ بالنظر إلى أن جزءًا كبيرًا من البلاد سيظل تحت حظر التجوال بسبب فيروس كورنا المستجد.
اعتادت تركيا على احتفالات العيد الحماسية التي تتميز بالتجمعات العائلية الكبيرة، وهي طقوس تعود إلى العصر العثماني، فكان العيد يشهد خروج الملايين من الناس من منازلهم في المدن إلى مسقط رأسهم للاحتفال بالعيد مع أفراد أسرهم.
عادة ما تكون الأسواق مكتظة في الأيام التي تسبق العيد، ولكن في هذا العام وبسبب كورونا خفت حدة الزحام كثيرا، وإن كانت المتاجر تشهد حضور العملاء الذين يضعون الكمامة.
وقال كامل بويوكر، المؤلف والأكاديمي في جامعة يوزغات بوزوك، لموقع قناة TRT WORLD: "شهر رمضان هذه المرة كان مختلفا أيضا لقد مررنا برمضان استثنائي. لقد خلق الوباء معايير جديدة وستصبح هذه المعايير في العيد أحد أعرافنا الجديدة".
يعيش بويوكر حاليًا مع والديه في مدينة يوزغات وسط الأناضول في تركيا، في حين تعيش زوجته وأطفاله في إسطنبول، ولذلك لن يتمكن من الاحتفال معهم هذا العام. لكنه يقول إنه سوف يلجأ مثل الآخرين إلى وسائل التكنولوجيا لتبادل التهاني العيد مع أفراد عائلته وأحبائه الآخرين.
في تركيا، مثل العديد من البلدان الإسلامية الأخرى، تم إلغاء صلاة العيد في جميع أنحاء البلاد، كما هو الحال بالنسبة لصلاة الجمعة منذ آذار/ مارس.
وقال بويوكر، الإمام السابق الذي كان عضوا في رئاسة الشؤون الدينية التركية لأكثر من عقدين: "منذ زمن النبي محمد، لم نكن نعرف وقتا لم يتمكن فيه المسلمون من أداء صلاتي الجمعة والعيد، اللتين ي يجب أن تقاما في جماعة".
لكن الإمام السابق شدد على أن الإسلام يعطي الأولوية للصحة، التي تحفظ الحياة الكريمة للإنسان، وتجعلها مقدمة على أي فائدة أخرى.
على أن غياب التفاعلات الاجتماعية في العيد تسبب في إصابة الكثيرين بالحزن، ومنهم إلهان أزاكلي، وهو مدير مركز امتحانات خاص يبلغ من العمر 48 عامًا ويعيش في حي أوسكودار على الجانب الآسيوي من مدينة إسطنبول.
وقال أزاكلي بصوت حزين: "في العيد، لن أستطيع أن أعانق أحبائي"، وأضاف: "نحن أمة عاطفية. نحب أن نعانق بعضنا بعضا، ليس فقط خلال العيد ولكن أيضًا طوال الوقت. ولكن هذا الوباء قد فصل الناس عن بعضهم البعض، وكسر توازننا النفسي العام".
ومثل بويوكر سيستعمل أزاكلي أيضًا مكالمات الفيديو لتبادل التهنئة بالعيد مع والديه اللذين يعيشان في ولاية أوردو على البحر الأسود في تركيا.
لكن البعض اختار طريقة مبتكرة للتهنئة بالعيد، ففي ولاية أغري شرق تركيا، فاجأت مجموعة من الطلاب معلمهم دوغان ألبرين، بزيارته قبل العيد لتبادل التهنئة معه، لأن حظر التجوال سيستمر طوال أيام العيد.
وقال ألبرين لـ TRT World: "إنهم طلاب في الصف الأول في مدرسة ابتدائية، وقد تمكنوا من التوصل إلى قرار للاستمتاع بالعيد".
ولكن ألبرين ما يزال يعتقد أن غياب صلاة العيد والجمعة إلى جانب الاحتفالات المقبلة في ظل حظر التجول الحالي، سيجعل من عام 2020 إلى الأبد عامًا من الحزن.
كما أعرب التاجر، علي يلدريم، الذي يبلغ من العمر 48 عامًا ويعيش في إسطنبول، عن حزنه لغياب الاحتفالات التقليدية هذا العام.
زوجة يلدريم مواطنة كندية تعيش في كندا مع أطفاله، ولهذا يفكر في الذهاب إلى هناك بنفسه ولكنه ينتظر حاليًا الانتهاء من عملية تقديم الطلب.
يعيش يلدريم بمفرده ولن يتمكن من زيارة والديه في مقاطعة مانيسا بغرب تركيا خلال العيد. ويقول: "حتى عندما كنت أقيم في إسطنبول، كنت أذهب إلى مساجد إسطنبول القديمة الكبيرة لأشعر بروحانية العيد. ولكن هذه المرة لن أستطيع فعل ذلك، لا يمكنك أن تشعر بجو العيد".
في المقابل هناك من ينظر إلى الظروف الحالية نظرة متفائلة، مثل حاجي رفعت يلماز، وهو رجل أعمال من أصل كردي يعيش في ولاية ديار بكر، وهو يعتبر أن الفيروس اختبار من الله.
وقال يلماز لـ TRT World: "لا يجب أن نجعل من الاحتفال بالعيد في ظل حظر التجوال مشكلة كبيرة. لقد كان لدينا الكثير من الأعياد السعيدة والجيدة بالمعنى المجتمعي في الماضي. دع هذا يمر تحت حظر التجوال".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!