ترك برس
يعرف الشاي الأبيض بأنه "إمبراطور الشاي" لكونه أحد أكثر أنواع الشاي نُدرةً وكُلفة، وأقلّها إنتاجًا في العالم، فهو يُحصد مرةً واحدةً في السنة مع بداية فصل الربيع، ويُنتج من الأوراق الصغيرة لنبتة الكاميليا الصينية ويطلق عليه الأتراك عادة اسم "Beyaz doz".
يباع الكيلوغرام الواحد من الشاي الأبيض التركي بـ4 آلاف و500 ليرة (664 دولار أمريكي)، كما تختلف أسعار الشاي الأبيض بشكل نسبي ومتفاوت بين الولايات التركية.
ويعتبر الشاي الأبيض من الأعشاب الطبية التي تستخدم لعلاج عدة أمراض كأمراض الجهاز الهضمي وأمراض اللثة، ويعتبر مقويا لجهاز المناعة ومفيدًا لسريان الدورة الدموية، كما يوفر حماية طبيعية ضد الأمراض الموسمية. وقد أكدت دراسة أجريت في اليابان على مادة فعالة في الشاي الأبيض تعمل على تدمير الخلايا السرطانية، كما أوضحت دراسةٌ نُشرت في مجلة "International Journal of Food Science and Nutritional Diet" في عام 2013، أنّ استهلاك الشاي الأبيض يساهم في التقليل من امتصاص الكوليسترول في الأمعاء، والتقليل من ذائبية الكوليسترول في الدم، والتحسين من إفراز الكوليسترول والدهون في البراز، ويعود هذا التأثير إلى احتواء الشاي الأبيض على الكاتيشين، وغيره من مركبات متعدد الفينول، التي لها دورٌ في التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وقد بدأ إنتاج الشاي الأبيض في تركيا منذ 6 سنوات في ريزي وطرابزون وأرتفين وجيرسون وفي منطقة البحر الأسود الشرقية، وفق برنامج مسطر و الذي بدأته المديرية العامة لمؤسسات الشاي (ÇAYKUR) ، وتعتبر زراعة الشاي الأبيض دقيقة ويدوية ومكلفة بعض الشيء حيث يتم جمع براعم الشاي المعروفة باسم "Tomurcuk" من قبل المنتجين يدويًا، وتبدأ فترة حصاده بعد نضج البراعم تلك مع فصل الربيع، ويتم جمع البراعم لتصبح جاهزة للشرب بعد التجفيف بتقنية خاصة، والتي تطهى على نار هادئة لخمسة دقائق مع الماء الساخن، وعلى عكس الشاي الأسود المعروف، فإن الشاي الأبيض يأخذ اسمه من لونه ليتميز برائحته الفريدة وفوائده العظيمة لصحة الإنسان.
ويتم إنتاج الشاي الأبيض التركي بكميات محدودة، ولا يمكن تلبية كل طلبات شراء الشاي الأبيض التركي التي تأتي من أنحاء العالم، وقد وصل إنتاجه خلال الفترة الأخيرة في تركيا إلى 3.5 طن، ويباع عادة داخل عبوات بسعة 20 غرامًا، ويصدر إلى أكثر من 20 دولة من الشرق الأوسط والدول العربية وكذلك من أوروبا.
ويرى المنتجون الأتراك أن أهم سبب يجعل الشاي الأبيض مفيدًا للصحة هو تجفيف الشاي بطريقة خاصة دون أي عملية تصنيع، حيث تبدأ حقول الشاي المغطاة بالثلوج في موسم الشتاء بالنمو بحلول الربيع ويتم جمع براعم الشاي الأبيض بعد نضجها يدويًا وهو أمر شاق للغاية، وبعدها يتم تجفيف البراعم المختارة يدويًا بعنايه فائقة. وقد تعود سكان الأناضول على شرب الشاي الأبيض المخمر بانتظام منذ مئات السنين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!