ترك برس
أعلنت تركيا، الخميس، اعتزامها إجراء مناورات عسكرية جديدة شرقي البحر المتوسط، وذلك بعد يوم من مناورات بحرية أجرتها سفنها مع مدمرة أمريكية، في المنطقة ذاتها.
جاء ذلك على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، في تصريحات إعلامية، تطرق فيها إلى مستجدات الأوضاع في شرقي المتوسط، والخلاف القائم بين بلاده وأثينا هناك.
وأوضح أكار أن الجيش التركي سيجري مناورات بحرية شرقي البحر الأبيض المتوسط، تتضمن التدريب على إطلاق النار، وذلك يو مي الأول والثاني من سبتمبر/أيلول المقبل.
وحددت قيادة القوات البحرية في أنقرة في نشرة ملاحية إحداثيات منطقة المناورات في البحر، طالبة من جميع السفن الابتعاد عن منطقة المناورات لضمان سلامتها.
وأوضح أن منطقة المناورات تقع جنوب مدينة إسكندرون في ولاية هطاي، جنوبي البلاد، مشددا على أن بلاده لن تسمح بأي خطوة تحرمها من حقوقها في المنطقة.
وشدد الوزير التركي على أنه لا يمكن القبول بمنطق اليونان القائل إن لهم الحق في كل شيء وإقصاء حقوق تركيا.
وفي وقت سابق، نشرت وزارة الدفاع التركية تغريدة على حسابها في تويتر، أشارت فيها إلى أن الفرقاطة بارباروس وسفينة حربية أخرى أجرت، الأربعاء، تدريبات بحرية مع المدمرة الأميركية "وينستون تشرشل" شرقي المتوسط.
يأتي ذلك تزامناً مع إعلان وزارة الدفاع اليونانية عن بدء مناورات عسكرية مشتركة مع فرنسا وإيطاليا وقبرص شرقي البحر المتوسط، تستمر حتى غد الجمعة.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي إن شرق المتوسط يتحول إلى فضاء للتوترات، وإن احترام القانون الدولي يجب أن يكون هو القاعدة لا الاستثناء.
وأشارت الوزيرة إلى أن بلادها ستبدأ مع شركائها القبارصة واليونانيين والإيطاليين مناورة عسكرية بدءا من الأربعاء بوسائل جوية وبحرية.
وفي سياق متواصل، مدّدت سفينة "الريس عروج" التركية للأبحاث مهامها شرقي البحر المتوسط حتى الأول من سبتمبر/أيلول المقبل.
وأطلقت "الريس عروج" إعلان "نافتيكس" جديد (الرسائل النصية البحرية)حول تمديد مهامها 4 أيام إضافية، من 27 أغسطس/آب الحالي ولغاية الأول من سبتمبر/أيلول المقبل.
وبموجب هذا التمديد الذي يعدّ الثاني من نوعه، ستواصل السفينة التركية أنشطتها في مياه جزيرة قبرص، برفقة سفينتا "أتامان" و"جنكيز خان".
ونافتيكس، هو اختصار لمصطلح "الرسائل النصية البحرية"، وهو جهاز يرسل إشعارات دولية للبحارة، من أجل التنبيه والتواصل مع السفن المبحرة في عرض البحر.
ويقوم الجهاز بالتنبيه في حالة وجود خطر، كما يبعث رسائل حول الحوادث وتوقعات الأرصاد الجوية وأنشطة البحث والإنقاذ.
وعند نشر رسائل من جانب إدارة الملاحة البحرية الهيدروغرافية وإدارة علوم المحيطات، تستقبل السفن هذه الرسائل عبر أجهزة "نافتيكس".
ويمكن لسفينة "الريس عروج"، إجراء عمليات سيزمية ثلاثية الأبعاد يصل عمقها 8 آلاف متر، وعمليات سيزمية ثنائية الأبعاد يصل عمقها 15 ألف متر.
وتحتوي السفينة على مركبة غاطسة محلية الصنع تدار عن بعد، ولها أنظمة رسم خرائط قاع البحر، وأنظمة القياس وأخذ العينات.
كما تضم "الريس عروج" مختبرات جيولوجية، وعلم المحيطات، ومعدات يمكنها أخذ عينات أساسية من قاع البحر، فيما يبلغ عدد طاقم السفينة 55 فردا، منهم 24 من البحارة و31 من الإداريين والباحثين.
وتصاعدت حدة التوتر بين تركيا واليونان منذ أن أرسلت أنقرة سفينة المسح "أوروج ريس" إلى مياه جرفها القاري شرقي المتوسط، هذا الشهر في خطوة وصفتها أثينا بأنها "غير قانونية."
وتواصل اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الشطر الرومي من جزيرة قبرص وبعض بلدان المنطقة، فيما يخص مناطق الصلاحية البحرية شرقي المتوسط.
ويترافق مع ذلك عدم تعامل تلك الدول بإيجابية مع عرض تركيا التفاوض حول المسائل المتعلقة بشرقي المتوسط، وبحر إيجة، وإنجاز حلول عادلة للمشاكل.
وتؤكد تركيا موقفها الحازم حيال اتخاذ تدابيرها ضد الخطوات الأحادية، وفي هذا الإطار، تجري أنشطة مسح وتنقيب عن النفط والغاز شرقي المتوسط في جرفها القاري، وفي المناطق المرخصة لجمهورية شمال قبرص التركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!