ترك برس
أحيت إذاعة "تي ري تي إسطنبول" ذكرى اعتماد النشيد الوطني التركي بإعداد مسرحية خاصة بعنوان "الأغنية الشعبية الوطنية 1921"، التي تروي حكاية النشيد الوطني الذي ألّفه الشاعر محمد عاكف أرصوي. كتب المسرحية بوراك أكيوز، وأخرجها مراد شينول، وجسد شخصياتها بأصواتهم الممثلون الصوتيون ذوو الخبرة علي أكبر ديريباش، وميرت أسوتاي، وطوران غوناي، وصفا زنغين، وزكي أتلي، وموتلو البيرم وغيرهم.
أعرب المخرج مراد شينول عن فخره بإنتاج المسرحية التي وصفها بـ"المشروع المهم، الذي يلقي الضوء على الفترة التاريخية المؤلمة التي شهدت كتابة النشيد الوطني عبر المسرح الإذاعي، وينقلها إلى الشعب التركي".
وقال الممثل الصوتي علي أكبر ديريباش، الذي أدى دور الشاعر محمد عاكف أرصوي: "تحمّست جدا بمجرد قراءتي لنص المسرحية، الذي ستهيج عباراته التي تحمل القيم الوطنية مشاعر المستمعين".
الممثل ميرت أسوتاي، أشار إلى أن هذه المسرحية ستنقل من يستمع إليها إلى تلك الأيام قائلا: "حاولنا جاهدين نقل صورة عن تلك الفترة للجمهور، لنتذكر جميعا تلك الأوقات العصيبة جدا، نحن بحاجة لمعرفة أبطال تلك الفترة في أيامنا الحالية وينبغي علينا أيضا معرفة قيمة الاستقلال".
وأعرب الفنان صفا زنغين، عن فخره بمشاركته في هذا المشروع المهم بتمثيله الصوتي بالمسرحية، مع باقي أصدقائه الممثلين قائلًا: "أتحمس جدا لتأديتي هذا الدور الذي يروي كيف قدم محمد عاكف أرصوي النشيد الوطني ذا الكتابة والصياغة الجيدة للشعب التركي، ولتقديمه بطريقة جيدة".
حكاية النشيد الوطني
أعلنت وزارة التعليم عن مسابقة لكتابة النشيد الوطني التركي لرفع معنويات الجنود في نهاية عام 1920، شارك فيها عدد كبير من الشعراء، ورفض الشاعر محمد عاكف أرصوي، المشاركة فيها لأنها تمنح 500 ليرة مكافئة للفائز، التي كانت ذات قيّمة آنذاك، حيث يمكن شراء مزرعة في أنقرة بمبلغ 140 ليرة فقط.
تم قبول ست قصائد إلا أنها لم تكن ذات مستوى عال، لذلك طلب أصدقاء أرصوي، منه المشاركة بالمسابقة بإلحاح. اقتنع أرصوي بذلك وكتب قصيدته "إستقلال مارشي" خلال 48 ساعة وسلمها الى الوزارة، وأرسلت مع القصائد الست الأخرى إلى الجنود لتصنيفها حسب إعجابهم بها، لتحل قصيدة أرصوي، في المرتبة الأولى، كما تمت قراءتها لمرتين في البرلمان التركي، حيث لاقت إعجاب النواب الذين صفقوا تصفيقًا حارًا، وتم إقرارها كنشيد وطني.
رفض أرصوي استلام المكافأة المالية، لاعتقاده أن الأعمال الوطنية لا تكافأ بمقابل مادي، إلا أنه استلمها من محاسب البرلمان بعد إلحاح شديد، وبالرغم من حاجته المادية للمال إلا أنه تبرع بالمكافأة لجمعية خيرية تعتني بالفقراء والمساكين.
أهدى محمد عاكف أرصوي، نشيد الاستقلال للشعب التركي، ولم يقبل أن ينشره ضمن قصائده المجموعة في كتابه الشهير "صفحات"، باعتبار النشيد ملكا للشعب التركي وليس ملكا له، سائلًا المولى أن لا يقع الشعب التركي تحت الاحتلال ليكتب له نشيد استقلال آخر.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!