ترك برس
حصل نسيج "أوزوملو داستري" التقليدي الذي يوشك على الاندثار في منطقة "فتحية" التابعة لولاية "موغلا" في جنوب غرب تركيا، على شهادة مؤشر جغرافي من مؤسسة براءة الاختراع و العلامات التجارية التركية.
تحافظ سيدات منطقة فتحية على الإرث الثقافي لمنطقة فتحية الغنية بالموروثات الثقافية، من خلال العمل على الأنوال الخاصة بنسيج أوزوملو داستري الذي لا زال على قيد الحياة بالرغم من مرور عدة قرون على إنتاجه، حيث كان يستخدم في الماضي بإنتاج الألبسة الداخلية وأغطية الرأس، وحاليا زاد نطاق استخدامه مع تطور المنسوجات في منتجات متنوعة.
يتميز نسيج أوزوملو داستري، عن غيره من الأنسجة بأن خيطانه تغلى في ماء به دقيق قبل نسجه، ثم ينسج على أنوال خاصة به بعد جفافه، ويتم استخدام خيوطه في نسج الهدايا التذكارية والألبسة ومنتجات متنوعة بزخارف مختلفة مثل مفارش المائدة والستائر وأطقم المطبخ وحتى فساتين الزفاف وبدلات العرسان.
وقد حصل نسيج أوزوملو داستري على شهادة تسجيل شهادة مؤشر جغرافي، بعد أن تقدمت بلدية فتحية بطلب إلى مؤسسة براءة الإختراع والعلامات التجارية التركية، بهدف نقل هذا الإرث التاريخي والثقافي إلى الأجيال القادمة بكل سهولة، كما أعرب رئيس بلدية فتحية عالم كاراجا، عن سعادته لنيل نسيج أوزوملو داستري هذه الشهادة، باعتباره واحدًا من أهم الموروثات الثقافية للمنطقة.
فيراي أيكورت (52 عاما)، التي نشأت مع ثقافة النسيج منذ طفولتها وتعلمتها من والدتها، عملت مدربة رئيسية في الدورة التدريبية التابعة لمديرية مركز التعليم المجتمعي في فتحية، وذلك بهدف نقل ثقافة النسيج التقليدي عبر الأجيال والمحافظة عليها.
تحدثت أيكورت عن نضالها مع المتدربات للمحافظة على هذا الإرث الموشك على الاندثار قائلة: "نعمل بتفان وإخلاص وجد، لنحافظ على نسيجنا، الذي يمتاز بأن نسبة القطن فيه 100%، فهو يحافظ على الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف، وهو صحي جدا لأنه يمتص العرق، كان يستخدم في الماضي لأغطية رأس والألبسة داخلية للمسنين، وحاليا يتم إنتاج الستائر والعديد من الألبسة منه مع تطور المنسوجات".
وتقوم جاهدة جوشكون (74 عاما)، إحدى سكان الحي، بنسج هذا النسيج الذي تعلمته من والدتها منذ 60 عاما. تقول جوشكون: "أي شخص يرتدي قميصًا من نسيج داستري لن يستبدله بغيره أبدا، لأنه صحي وجميل. نريد من شبابنا أن ينشغلوا به، ونحن ننسج باليوم الواحد 20 سنتيمترا منه، ونريد أن نحافظ على نسيج أوزوملو داستري، ونحفظه من الاندثار".
ومن الجدير بالذكر أن مديرية مراكز التعليم المجتمعي التركية تسعى في مختلف المناطق التركية للحفاظ على الموروثات الثقافية، من خلال إجراء دورات تدريبية مجانية في عموم تركيا، بهدف تعليم الأفراد مهارات جديدة يستخدمونها في أعمالهم أو يكسبون من خلالها فرص عمل جديدة، وأيضًا لنقل ثقافة بعض الحرف من جيل إلى جيل وحفظها من الاندثار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!