ترك برس
أكد السفير الفرنسي في أنقرة، هيرفي ماجرو، على ضرورة توجه بلاده وتركيا نحو بناء مستقبل مشرق، ونبذ الخلافات جانباً، وذلك بعد أيام من تراجعه برفقة سفراء دول أخرى، عن بيان يتدخل بمحاكمة رجل الأعمال التركي، عثمان كافالا.
وفي حوار له مع وكالة الأناضول للأنباء، قال السفير الفرنسي إن علاقات بلاده مع تركيا متجذرة وتاريخية، مؤكداً على ضرورة توجه البلدين معاً نحو بناء المستقبل، مبيناً أن أهم شيء في العلاقات التركية الفرنسية، هو الإعداد من أجل المستقبل.
وأشار إلى أن تاريخ البلدين يعود إلى ما قبل ثلاثينيات القرن السادس عشر الميلادي، مشدداً على ضرورة وضع هذه النقطة بعين الاعتبار (عند الحديث عن علاقات أنقرة وباريس).
وأردف قائلاً: "هذا الأمر هام جداً بالنسبة لشعبي البلدين، لذا علينا التوجه معاً نحو بناء مستقبل مشرق."
وأفاد السفير الفرنسي بأنه "لا شك أن هناك بعض المشاكل التي تعكر صفو علاقات الطرفين بين الحين والآخر، معرباً عن اعتقاده بأن البلدين وشعبيهما قريبان من بعضهما البعض".
وتابع: "تركيا وفرنسا كلاهما من بلدان حوض البحر المتوسط، ونتشارك العديد من الأشياء. لذا علينا دوماً النظر معاً نحو الامام".
وأكد السفير على استعداده لبذل ما أمكن من الجهود، من أجل التعاون والعمل المشترك مع الجانب التركي، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
وفي سياق آخر، أشاد "ماجرو" بمصادقة تركيا على اتفاق باريس الذي أقرّ في ديسمبر/كانون أول 2015 خلال المؤتمر الـ21 للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ووقعت عليه أنقرة في 22 أبريل/نيسان 2016، قبل أن يصادق عليه البرلمان التركي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وقال إن بلاده ستتولى في يناير/ كانون الثاني المقبل، الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، مبيناً أن هذا الأمر يشكل فرصة للتعاون بين أنقرة وباريس في العديد من الملفات والقضايا المتعلقة بالمناخ والبيئة.
وأوضح أن مسألة التغير المناخي، قضية تهم العالم بأسره، وليست مشكلة دولة بحد ذاتها، مؤكداً على أهمية التعاون والعمل المشترك لإيجاد حل لهذه الأزمة.
وثمّن دور تركيا في مكافحة التغير المناخي، مبينا أن من حق أنقرة اتخاذ قرارات في هذا الخصوص، مردفاً: "وأعتقد أنها ستفعل ذلك بحسب ما يظهر لنا."
كما شدد "ماجرو" على أهمية الاقتصاد التركي بالنسبة لهم، وخاصة فيما يخص بمكافحة التغير المناخي.
ووصف قرار مصادقة تركيا على اتفاق باريس لمكافحة تغير المناخ، بأنه خطوة إيجابية.
وأضاف أنهم بصدد العمل حالياً على دراسة الخطوات التي يجب على تركيا اتخاذها وكيفية تعاونها مع البلدان الأخرى المصادقة على اتفاق باريس.
واتفاق باريس للمناخ هو أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ، تم التوصل إليه في 12 ديسمبر 2015 بالعاصمة الفرنسية خلال مؤتمر الأطراف الـ21، وذلك بعد مفاوضات مطولة بين ممثلين عن 195 دولة.
يشار أن تركيا من بين الدول التي أبدت تأييدها لاتفاق باريس للمناخ عام 2015، إلا أنها لم تطرحه على برلمانها للمصادقة خلال الفترة الماضية، بسبب اعتراضها على الاجحاف الذي كان يطالها فيما يتعلق بموضوع الالتزامات.
كما تطرق السفير الفرنسي خلال حواره مع الأناضول، إلى ولادته ونشأته في تركيا حتى بلوغه سن العاشرة، مبيناً أنه يتحدث التركية ويتجول بين سكان أنقرة وكأنه واحد منهم.
وأعرب عن سعادته هو وزوجته عند سماعهما تعيينه سفيراً لفرنسا في أنقرة.
وتأتي تصريحات السفير الفرنسي في أنقرة، بعد أيام من إعلانه إلى جانب 9 سفراء آخرين، تراجعهم عن بيان يطالب تركيا بالإفراج عن رجل الأعمال عثمان كافالا.
وكانت سفارات كلّ من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والدانمارك وفنلندا، وفرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلندا لدى أنقرة، قد نشرت بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه إنّ القضية المستمرة بحق كافالا تلقي بظلالها على الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا، داعية إلى الإفراج عنه.
إلا أنه وبعد يومين من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إصداره تعليمات إلى وزير الخارجية من أجل إعلان السفراء المذكورين أشخاصا غير مرغوب فيهم بأسرع وقت، أعلن السفراء التزامهم بعدم التدخل في شؤون تركيا الداخلية، والتزامهم بالمادة 41 من اتفاقية فيينا والتي تنص على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!