ترك برس
أكد مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قطر، أن المؤتمر الدولي حول العلاقات العربية - التركية، الذي نظمتها مؤخراً، يهدف للإسهام في البحث وتقوية العلاقات العربية التركية على أسس علمية متينة.
جاء ذلك في بيان للمركز القطري، على موقعه بشبكة الإنترنت، حول المؤتمر الدولي حول العلاقات العربية – التركية، والذي نظّم عبر منصتيّ ويبكس ويوتيوب، خلال الفترة بين 27 – 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأوضح البيان أن فكرة المؤتمر تأتي بالتزامن مع سعي تركيا للعب دور أكبر على الساحة الدولية، وخصوصًا بعد بدء تركيا في عملية إعادة الانفتاح على العالم العربي، كما أفضت هذه المبادرة إلى زيادة التفاعل السياسي والاقتصادي والثقافي التركي مع العالم العربي.
ويسعى المؤتمر – بحسب البيان - لأن يكون منصة إقليمية دولية؛ لمناقشة العلاقات العربية - التركية بشكل أعمق، إضافة إلى فرص التعاون والتنسيق وزيادة مساحة العمل المشترك بين الطرفين وتطوير العلاقات، وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لدول المنطقة وشعوبها.
ونقل البيان عن د. علي باكير، أستاذ الشؤون الدولية في مركز ابن خلدون والمشرف العلمي على المؤتمر، قوله: "تقوم فكرة المؤتمر على إنشاء منصّة إقليمية ودولية ذات طابع أكاديمي لمناقشة العلاقات العربية –التركية بشكل معمّق بعيدًا عن التقلّبات السياسيّة الشديدة في المنطقة، ويشارك في المؤتمر نخبة من الخبراء والباحثين المختصّين العرب والأتراك، ويشكّل الباحثون الشباب عنصرًا أساسيًا فيه باعتبارهم جيل المستقبل. ونحن نطمح في أن تسهم هذه المبادرة العلمية في تشكيل تصوّرات أكثر دقّة عن العرب والأتراك بعيدًا عن الانطباعات العاطفيّة المشوّهة، وأن تسهم في مد جسور التعاون بين الطرفين على أسس مستدامة وبما يحقق المصالح المشتركة للطرفين".
وأضاف باكير "يقوم المؤتمر على مساهمات علمية رصينة تستند إلى خلفيات متعدّدة وتخصّصات متداخلة هدفها تفكيك المشاكل والتحدّيات التي تواجه هذه العلاقة، وخلق فرص للتعاون المستقبلي على المستويات السياسية والدبلوماسية والأمنية والدفاعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. أمّا مخرجات المؤتمر العلمية فستتنّوع كمًا وكيفًا، نظريًا وعمليًا، لتسهم في سد ثغرة في الأدبيات المتعلقة بالموضوع وتمهّد الطريق لنقاشات علميّة جديدة، وفي هذا الصدد؛ يعتبر المؤتمر واحدًا من بين عدّة مبادرات علميّة نقوم من خلالها بالتركيز على بحث الجانب الدفاعي والأمني في العلاقة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي من جهة، وتركيا ودولة قطر من جهة أخرى بشكل، ونأمل أن ترى النور قريبًا".
من جهته، قال الدكتور أيوب إرسوي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "آهي إفران" في تركيا في تصريح له حول المؤتمر: "المؤتمر الدولي الأول للعلاقات العربية التركية الذي يقيمه مركز ابن خلدون في جامعة قطر هو مبادرة واعدة تأتي في توقيت مناسب جدًا لتشكيل منصّة فكرية للباحثين من العالم العربي وتركيا. في العقد الماضي، تطورت العلاقات العربية – التركية بشكل كبير ومتعدد الأوجه، لكنّ هذا التطور لم يقترن بتطور متناسب في اللقاءات العلمية بين المجتمعات المعرفية لكلا الجانبين. وتعتبر اللقاءات الحوارية والتجمعات الفكرية والبحثية المباشرة وغير الوسيطة بين الأكاديميين من العالم العربي وتركيا ذات أهمية كبيرة لتحديد العقبات التي تواجه العلاقة بين الطرفين، ومعاينة التحديات، واستكشاف السبل المواتية لتطوير العلاقات بينهما".
وبدورها، أشارت الباحثة أفراح العتيبي، باحثة علم الاجتماع في مركز ابن خلدون، إلى مساعي مركز ابن خلدون من هذا المؤتمر، قائلة: "يسعى مركز ابن خلدون من خلال هذا المؤتمر أن يسلط الضوء على التحديات والفرص التي نشأت مع تزايد العلاقة بين تركيا والعالم العربي، على مختلف المجالات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والثقافية، كما يأتي هذا المؤتمر في سياق تحقيق استراتيجية المثاقفة التي تعد أحد الأطر الاستراتيجية لمركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية".
شملت جلسات المؤتمر مجموعة واسعة من الأوراق العلمية مختلفة المواضيع والمحاور منها محور الدبلوماسية والسياسة الخارجية التي قدم فيها الباحثين العديد من المواضيع المتنوعة منها: فهم التحوُّط الاستراتيجي التركي تجاه أدوار كلٌ من إيران والمملكة العربية السعودية في الحرب الأهلية اليمنية، العثمانية الجديدة أم السعي لتحقيق الاستقرار: لبنان والمقاربات السوسيو- دينية في السياسة التركية.
وتطرقت الجلسة الثانية في المؤتمر إلى محور الأمن والدفاع التي قدمت فيها 4 أوراق علمية منها: تحليل المشاركة الأمنية التركية في ليبيا، في مرحلة ما بعد القذافي، في سياق إصلاح القطاع الأمني قدمها الدكتور نوري يشل يورت، إضافة إلى ورقة علمية طرحت بعنوان العوامل الفكرية للتوافق التركي – القطري وتأثيرها في الأمن الإقليمي قدمتها نسيبة هجرة بتال أوغلو.
وتنوعت المحاور الثلاث الأخيرة في المؤتمر منها محور الدبلوماسية والسياسة الخارجية التي دارها د. أحمد عزم، ومحمور الاقتصاد والاستثمار والطاقة من أبرز مواضيها الاستثمار القطري في مجال الطاقة الخضراء بتركيا وأثره في التغلب على مشكلة التغير المناخي: التحديات والمنافع، وأخيرًا اختتم المؤتمر بجلسة ناقش فيها المتحدثون عن المجتمع والثقافة من ناحية التثاقف العربي التركي وتحديات التزاوج التعليمي بين الطرفين، ودور الترجمة في بناء تصورات صحيحة بين العرب والأتراك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!