ترك برس
شهدت الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في تركيا خلال مايو/ أيار الماضي، دخول أحزاب صغيرة لأول مرة تحت قبة البرلمان.
وفي الوقت الذي دخل فيه حزب "الرفاه من جديد" البرلمان ضمن تحالف "الجمهور"، فقد ضمّت قائمة نواب حزب الشعب الجمهوري قرابة 40 نائبا من 4 أحزاب متحالفة معه، منها حزبان حديثا النشأة، هما حزب المستقبل برئاسة أحمد داوود أوغلو، والديمقراطية والتقدم برئاسة علي باباجان.
ويتفق حزب "الرفاه من جديد" (المحافظ)، لمؤسسه فاتح أربكان، مع توجّه أردوغان في قضايا أهمها إدراج حرية الحجاب ضمن الدستور.
وبخصوص نواب الأحزاب المعارضة المتحالفة مع الشعب الجمهوري، يرى أحمد أويصال، رئيس مركز "أورسام" للدراسات التركية، أنها ستكون مستقلة أكثر عن حليفها بعد انعقاد البرلمان، ويمكن أن تتعاون مع التحالف الحاكم في تمرير التعديلات الدستورية إذا تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، بحسب ما نقله تقرير لـ "الجزيرة نت".
أما الكاتب والمحلل السياسي التركي فائق بولوت، فيرى أن هذه الأحزاب ستحدد موقفها بناء على القيم المشتركة مع أحزاب المعارضة وعلى رأسها "الشعب الجمهوري"، وفي حالة عدم التوافق بينهما ستتحرك بشكل مستقل ومختلف عن "الشعب الجمهوري".
وفي سياق متصل، أعلن حزب الديمقراطية والتقدم (DEVA)، الأحد، عدم نيته في الانضمام إلى الكتلة النيابية المشتركة والمزمع تشكيلها من قبل حزبي "السعادة" و "المستقبل" في البرلمان.
كما نفى الحزب الأنباء المتداولة حول احتمال اندماجه مع حزب المستقبل.
ويبلغ إجمالي عدد نواب أحزاب "المستقبل" و"السعادة" و"الديمقراطية والتقدم"، 35 برلمانياً، والحد الأدنى المطلوب لتشكيل كتلة نيابية في البرلمان هو 20 نائباً.
انتخابات مصيرية وتاريخية
وفي 14 مايو/ أيار الماضي، شهدت تركيا انتخابات برلمانية ورئاسية في آن واحد، وصفت بـ "التاريخية" لكونها تتزامن مع الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
وتنافس في الانتخابات البرلمانية 24 حزباً لحصول على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان البالغ إجمالي عدد مقاعده 600 مقعداً.
واستطاع تحالف "الجمهور" بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان من الحصول على غالبية البرلمان، بواقع أكثر من 320 مقعداً، فيما 268 منها فقط لحزب العدالة والتنمية، والباقي للأحزاب الأخرى المتحالفة.
في المقابل، لم ينجح تحالف "الطاولة السداسية" المعارض في تحقيق الغالبية بالبرلمان، حيث حصل حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد، على 169 مقعداً فقط، بحسب النتائج النهائية التي كشفت عنها الهيئة العليا للانتخابات (YSK).
وعلى صعيد الانتخابات الرئاسية، فقد خاض السباق 3 مرشحون عن تحالف حزبية مختلفة، هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان عن تحالف "الجمهور"، وزعيم المعارضة كمال كلجدار أوغلو عن تحالف "الأمة" أو ما يعرف بـ "الطاولة السداسية"، والسياسي القومي سنان أوغان عن تحالف "الأجداد"، فيما أعلن محرم إنجه، المترشح عن حزبه "البلد" الانسحاب من التنافس قبل أيام بشكل مفاجئ.
وشهدت الجولة الأولى حصول أردوغان على 49.52 بالمئة من الأصوات، فيما نال منافسه الأبرز ومرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو 44.88 بالمئة، وسنان أوغان 5.17 بالمئة، لتعن الهيئة العليا للانتخابات عن امتداد السباق الرئاسي إلى الجولة الثانية التي جرت بتاريخ 28 مايو/ أيار 2023.
وأسفرت الجولة الثانية من الرئاسيات، عن حصول الرئيس أردوغان على 52.18 في المئة من الأصوات ومنافسه قليجدار أوغلو على 47.82 في المئة، ليتم بذلك انتخابات أردوغان لولاية جديدة تمتد لـ 5 سنوات.
وفي انتخابات الإعادة لاختيار الرئيس، أدلى 52 مليون و93 ألفا و375 ناخبا محليا بأصواتهم، وبلغ معدل التصويت 85.72 في المئة، فيما بلغت نسبة المشاركة 88.92% داخل البلاد، و53.80% خارجها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!