ترك برس
يظهر التاريخ آثاره من خلال تجسيده في المباني، سواء مساجد أو قصور أو متاحف أو كنائس أو حتى قلاع، لكن للطبيعة أيضا تاريخ عريق، يتمثل داخل جذورها وعروقها وأوراقها وفروعها، كما هو الحال في الشجرة العملاقة المشهورة في بورصة، الواقعة في بداية جبل "أولوداغ"، ولا تبعد عن وسط بورصة سوى عشرة دقائق بالسيارة، يظهر في هذه الشجرة عبق الطبيعة، وتاريخ قديم، تحمله جذورها المغروسة منذ 600 عام في أعماق الأرض.
هي شجرة كبيرة جدا، ومن أقدم الأشجار المعمرة في العالم، يبلغ ارتفاعها 30 مترا، ويحتل جذعها مساحة واسعة من الأرض، ويصل عرضه بين مترين الى ثلاثة أمتار، ولها فروع كبيرة، عرض كل منها بحجم شجرة، لذلك أصبحت رمزا شهيرا من رموز مدينة بورصة ووجهة الكثير من العائلات والزوار.
ويوجد بالقرب منها مجسم على شكل كتاب، مدون عليه تاريخ الشجرة وأطوالها بالتفصيل، فهذا يسهل معرفة المعلومات عنها واختصارا للأسئلة المحيرة، ويوجد دعائم حديدية تحمل بعض الأغصان الضخمة من ثقلها، خوفا من كسرها ووقوعها على الأرض، ويغطي ظلها مساحة 1000 متر مربع تقريبا.
يتجه إليها الكثير من الزوار والعائلات، للاستمتاع بالجلوس تحت ظلها الواسع، ولما توفره من إطلالة رائعة للمدينة، ويوجد تحت الشجرة مقهى جميل، ومطعم يقدم الشواء، من لحوم ودجاج، مع مجموعة من المقبلات الشهية والسلطات المتنوعة، ويستطيع الزوار عمل الشواء بأنفسهم، والأطفال يلعبون ويدورون حول الشجرة بسعادة واستمتاع، ويوجد أيضا مقاعد وطاولات لراحة الزائرين، ويحلو السهر في مساء صيفي جميل تحت عروق هذه الشجرة، وحتى السياح يأتون إليها، لأخذ أجمل الصور التذكارية بجانبها، حيث يوجد هناك محلات لبيع التحف وأغراض تذكارية، تخص هذه الشجرة المميزة والساحرة بجمالها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!