ترك برس
قال النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، أوغوز أوتشنغو، إن القرار الذي اتخذته محكمة العدل الدولية في لاهاي مهم للغاية، "لكنه للأسف منقوص".
جاء ذلك في حوار مع صحيفة "عربي21" الإلكترونية على هامش مؤتمر أقامه "مجلس مسلمي أوروبا" في مدينة إسطنبول التركية:
**كيف تقيم الأوضاع في غزة بعد أكثر من مئة يوم من العدوان؟
للأسف، إن ما نشاهده في قطاع غزة هو مأساة لم تقل لها الإنسانية "كفى" حتى الآن. يتم استهداف المواطنين، ويتم استهداف البنية التحتية المدنية. وتتم معاقبة الشعب بشكل كامل. ولا أحد يقول توقفوا عن ذلك.
هناك صوت عالٍ في تركيا، يتمثل برئيسنا رجب طيب أردوغان، يقول (لدولة الاحتلال): لقد ارتكبت جريمة ويجب تسجيل هذه الجريمة في المحاكم ويجب إدانة من ارتكب هذه الجريمة.
إن غزة الآن عبارة عن امتحان لنا جميعا. ونحن بحاجة إلى بذل جهد أكبر لاجتياز هذا الامتحان. ونحن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لإعلان وقف إطلاق النار على الفور. وعلينا أن نؤكد بقوة على ضرورة فتح معبر رفح الحدودي، وعلى الإنسانية جمعاء أن تبذل جهدا حقيقيا لوقف الحرب وإحلال السلام.
**ما تعليقك على قرار محكمة العدل الدولية بشأن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي؟
طبعا الحرب في غزة هي مأساة كبيرة وإبادة جماعية عظيمة، وقد اتخذت المحكمة الدولية قرارا مهما للغاية بشأن الإبادة الجماعية، لكنه للأسف قرار غير كامل، حيث يجب أن تتوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
إن "إسرائيل" لا تعترف بالقانون الدولي. ولذلك توقعنا بالفعل أنها لن تعترف بقرارات هذه المحكمة. إلا أن عدم رفض المحكمة لقضية الإبادة الجماعية يعتبر حدثا مهما للغاية. وبعد هذا القرار، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أصيب بالجنون الآن. إنه يتحدث عن الدفاع عن النفس لكنه يعاقب الملايين من الناس للدفاع عن نفسه فقط. يتم ارتكاب وحشية غير مسبوقة. وهو يفعل ذلك فيما ينظر في عيون البشرية جمعاء.
**في ملف منفصل، كيف ترى مصادقة البرلمان التركي على عضوية السويد في "الناتو" بعد تأخير استمر أكثر من 20 شهرا؟
كما تعلمون، فإن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي. وحلف شمال الأطلسي هو تحالف دفاعي، وتعتبر بلادنا أحد أقوى وأهم العناصر العسكرية في حلف شمال الأطلسي.
بعد حرب روسيا على أوكرانيا، تقدمت الدول التي لها حدود مع روسيا، بالإضافة إلى دول الشمال، فنلندا والسويد، بطلب للحصول على العضوية في حلف شمال الأطلسي. تركيا كانت مترددة بشأن عملية تقييم العضوية في الناتو. وتم حل هذه الترددات من قبل كل من فنلندا والسويد. ونتيجة لذلك، فقد قامت السويد بتعديل الدستور السويدي وتغيير اللوائح القانونية، والتزمت بالعمل بشكل أكثر فعالية في الحرب ضد الإرهاب، ووعد بأنها ستتصرف بحساسية أكبر في أنشطة مثل حماية القيم الإسلامية ومنع حرق القرآن. وتم اتخاذ قرارات المحكمة بهذا الشأن.
والأهم من ذلك، أنه تم رفع جميع أشكال الحظر التي فرضتها السويد على تركيا. إن العملية التالية أصبحت الآن بين يدي المجر. وإذا صادق البرلمان في المجر على انضمام السويد، فإنها سوف تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي، وستكون جزءا من ميثاق الدفاع.
**ما هي سبل التعاون مع السويد في المستقبل بعد إزالة العراقيل بينكم وبينها؟
السويد بلد متقدم في مجال التكنولوجيا، وبلد قوي جدا في ما يتعلق بالصناعات الدفاعية، ولذلك نعتقد أن فرص التعاون الجاد ستنشأ من هنا. لكن قبل كل شيء، نحن بلد يؤمن بضرورة إحلال السلام. نحن نعمل على تحسين قدراتنا الدفاعية من أجل زيادة الردع، وذلك في سبيل إحلال السلام وليس الحرب.
ونعتقد أيضا أن الإنسانية لا تحتاج إلى المزيد من الحروب، بل إلى المزيد من السلام في الوقت الحالي. وفي الفترة المقبلة سوف يكون واجب بلادنا الدائم هو الوساطة، تماما كما فعلت بين روسيا وأوكرانيا. وإحلال السلام سوف يعني تنمية التعاون والتقاسم المتساوي للرخاء على الأرض.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!