ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن شهر رمضان هذا العام مضى بحزن بسبب المأساة الحاصلة في قطاع غـ،ـ.ـزة، مؤكداً عزم بلاده مواصلة دعم الفلسطينيين.
جاء ذلك في رسالة نشرها بمناسبة عيد الفطر المبارك، وتطرق فيها إلى المستجدات في فلسطين عموماً وقطاع غزة خصوصاً، بحسب ما نقله الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.
وفي بداية رسالته قال الرئيس أردوغان: " لقد وصلنا معا إلى نهاية شهر رمضان المبارك، الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعود عيد الفطر المبارك على بلدنا وشعبنا والأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء بالسلام والطمأنينة والأمن. وأحمد الله عز وجل أن بلّغنا عيدا آخرا ونحن وأحبابنا بصحة وعافية. لقد استقبلنا شهر رمضان الفضيل الذي يعتبر سلطان الشهور الـ 11، وسط أحزان ومرارة جراء الألم والظلم الذي يشهده قطاع غزة وأنحاء مختلفة من المناطق القريبة من قلوبنا".
"تركيا أثبتت أنها تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه الأوقات الصعبة"
أشار السيد الرئيس إلى أن غزة كانت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، جرحا نازفا ليس في قلوبهم فحسب، بل في ضمير الإنسانية جمعاء. مستطردا بالقول: "لقد شهدنا مشهدا وحشيا تم فيه قصف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد عمدا، وهي الأماكن التي لم يكن من المفترض أن تمس حتى في أوقات الحرب".
وأضاف أنه في الوقت الذي استشهد فيه 33 ألف فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية، أصيب أكثر من 75 ألفا من أشقائنا. متابعا: " نسأل الله الرحمة والمغفرة لجميع أشقائنا الذين فقدوا أرواحهم وندعو بالشفاء العاجل للجرحى. لقد أثبتنا في تركيا أننا نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه الأوقات الصعبة، حيث تجاوز إجمالي مواد المساعدات التي أرسلناها إلى المنطقة حتى الآن 45 ألف طن. ونأمل لاحقا، أن نواصل دعمنا حتى تتوقف إراقة الدماء في قطاع غزة، وحتى يحصل أشقاؤنا الفلسطينيون على دولة فلسطينية حرة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
"نقوم بشكل سريع بتضميد جراح كارثة القرن من خلال إظهار وحدة وتضامن القرن"
وأوضح رئيس الجمهورية أنهم بدورهم في الوقت الذي يتخذون فيه خطوات في السياسة الخارجية، لا يهملون أبدا مناطق الزلزال التي تأتي على رأس جدول أعمالهم. مستطردا بالقول: "إننا نقوم بشكل سريع بتضميد جراح كارثة القرن من خلال إظهار وحدة وتضامن القرن. لقد أنجزنا حتى الآن ما يقرب من 80 ألف مسكن ومنزل قروي وسلمناها إلى مستحقيها. ونهدف إلى زيادة هذا العدد إلى 200 ألف مع نهاية العام من خلال بناء 15-20 ألف منزل كل شهر. وفي هذه المرحلة، نسعى أيضا إلى تحويل مدننا ذات المباني عالية الخطورة إلى أكثر مقاومة ضد الزلازل".
وأكد الرئيس أردوغان أنهم مم ولن يسمحوا للمنظمات الإرهابية بدءا من منظمة بي كي كي وصولا إلى غولن وداعش، بالتحرك ضد وحدة بلدهم وسلام شعبهم. متابعا: "نحن نواصل بكل حزم تنفيذ استراتيجيتنا المتمثلة في تجفيف مستنقع الإرهاب من منابعه".
"لا توقف ولا راحة لنا حتى تحقيق رؤيتنا لمئوية تركيا"
وأضاف الرئيس أردوغان: "أما على الصعيد الاقتصادي، فإن العمل لمواجهة غلاء الأسعار والتضخم هي القضية الأكثر حساسية بالنسبة لنا. نحن عازمون بمشيئة الله عز وجل، على حل هذه المسألة التي تؤلمنا وتؤلم شعبنا كما تؤلم العالم بأسره. وسنتمكن من رؤية الآثار الإيجابية للبرنامج الاقتصادي الذي نفذناه، بشكل أكثر وضوحا اعتبارا من النصف الثاني من العام الجاري. وسنستثمر فترة السنوات الأربع المقبلة الخالية من الانتخابات بعد الانتهاء بنجاح من انتخابات 31 مارس/آذار، من أجل تحقيق هذه الأهداف المرجوة. ومن خلال إدراك أن تركيا هي وطننا المشترك، وديمقراطيتنا هي قيمتنا المشتركة، سنعمل بكل جدية وسننتج معا. لا توقف ولا راحة ولا استراحة لنا حتى نحقق رؤيتنا لمئوية تركيا".
وتابع السيد الرئيس حديثه بالقول: "أدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون في عوننا. وبهذه المناسبة، أود أود مرة أخرى أن أقدم شكري إلى جميع المواطنين الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع وتمسكوا بإرادتهم في انتخابات 31 مارس/ آذار. وأطلب بشكل خاص من شعبنا العزيز الذي خرج للتو من انتخابات بمستوى عال جدا من التنافس، أن يحوّل الأجواء المعنوية والروحانية لعيد الفطر المبارك إلى فرصة لإنهاء الخلافات. كما أرجو من جميع المواطنين الذين يذهبون إلى قضاء عطلهم أو زيارة أحبائهم أن يلتزموا بقواعد المرور. وأدعو الله أن يعود عيد الفطر المبارك بالطمأنينة على قلوبنا، والرفاهية لبلدنا، والسلام لعالمنا والمناطق المضطهدة، وأحييكم مرة أخرى بكل مودة ومحبة. أتمنى لكم عيدا مباركا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!