يوسف قابلان - يني شفق

إنهم يسعون لتغيير مصير الإسلام.

لقد صاغ "برنارد لويس"، مهندس العقل اليهودي البريطاني، هذه المؤامرة بدقة متناهية. حيث سيتم تسليط الضوء على "تركيا العلمانية" و"إيران الشيعية". ويدعم هذا المحرض اليهودي الدنيء، تركيا ضد الأرمن بطريقة تستميل العقول الساذجة لدينا، ويحظى بحفاوة واحترام في تركيا.

هدفهم هو ترك الإسلام بدون من يدافع عنه، ويبدو أنهم نجحوا في ذلك بالفعل. ولكننا لن نتغاضى عن هذا الأمر. فالإسلام دين الله، وستشهد الإنسانية كافة وجميع المسلمين، أن الله متم نوره.

وأؤكد مجدداً؛ عندما أنبه وأحذر من إحياء الإمبراطورية الفارسية عبر التوسع الشيعي، فلا أمارس الطائفية بذلك، إنما أسلط الضوء على لعبة كبيرة وخطيرة تمتد إلى ألف عام، تهدد مصير الإسلام، وقادرة على تحديد مستقبلنا.

بصفتي كاتباً ومفكراً مسلماً يؤمن في أعماقه بفكرة الوحدة الإسلامية في هذا الزمن الذي تفرق فيه المسلمون واختلفوا، لا يمكنني أن أكون طائفياً أو قبلياً أو مذهبيًا. إنما أحذر من مشروع عالمي إمبريالي يهدف إلى إعادة تصميم المستقبل لقرون وتحويل العالم الإسلامي إلى جحيم، ويدفع جميع المسلمين إلى حافة الهاوية. أحذر من تحول تاريخي مدمر سيغير مسار الإسلام وروحه، أي سيقلب مصيره رأساً على عقب. ومن يصف ذلك بالطائفية فهو إما أحمق أو عميل لإيران. آسف لهذا التعبير الصريح، لكنه الحقيقة.

هل تحارب إيران الإمبرياليين أم المسلمين؟

إيران، التي تُستخدم كأداة من قبل النظام العالمي، تُخطط للعبة دنيئة للغاية. فبينما تتظاهر بمحاربة الإمبرياليين، تقتل المسلمين السُنّة في العراق وسوريا ولبنان عبر تنظيمات وحشية ودموية مثل الحشد الشعبي وحزب الله.

تتظاهر إيران بمحاربة الإمبرياليين لتعيد رسم الخرائط الديموغرافية والجغرافية والسياسية والثقافية للمنطقة. ومع ذلك، لا يتجرأ أحد على مساءلتها أو مواجهتها قائلاً: "ما تقومين به هو لعب بالنار، ولعب بحياة البشر؛ من تكونين أنتِ لتقومي بارتكاب مجازر ودمار لا يجرؤ الإمبرياليون أنفسهم على القيام بها؟"

إنها تعمل على تدمير المدن التي كانت رمزًا لحضارتنا الإسلامية و للهوية السنية، مثل بغداد وحلب والموصل وكركوك وتلعفر والبصرة والكوفة، والتي كانت حصنًا للسنة، عبر ابتكار عداءات مصطنعة مع تنظيمات مثل داعش، إنها تسعى لمحو هذه المدن من الخريطة التاريخية للمنطقة، ومحو آثار الحضارة الإسلامية من قلب هذه المنطقة، وتدمير جذور المدن التي أسست الإسلام وحافظت عليه.

يتظاهرون بأنهم يحاربون الإمبرياليين بينما يستوطنون جميع المناطق والمدن السنية، ويتظاهرون بحماية المظلومين هناك، لكنهم في الحقيقة يقومون بتشييع مدن الجغرافية المركزية للإسلامِ - وحتى قُراها وأحيائها - عن طريقِ الرجالِ والمنظماتِ الذين اشتروهم، ويرسّخون بذلك أسس الحرب الكبرى بين السُنة والشيعة التي خططَ لها الإمبرياليون على المدى المتوسطِ والبعيد.

إن إيران تلعب دور الضحية ودور حامي المظلومين في الوقت نفسه، متظاهرة بمحاربة الإمبرياليين. هذه هي اللعبة الفارسية الكبرى."

لقد تم القضاء على الدولة العثمانية، والمشروع الجاري الآن هو القضاء على الإسلام

تم إبعاد الدولة العثمانية عن التاريخ، ويتم الآن استبدالها بإيران في المنطقة العثمانية. هذه ليست مسألة إيران وطوران، بل هي مؤامرة دنيئة للعبث بمصير الإسلام.

العقل اليهودي البريطاني يضع الأسس لمرحلة الألف عام القادمة. ونحن لا نمتلك القدرة على فهم ذلك أو التعامل معه.

لطالما سلط الأدب الاستشراقي الضوء على إيران في الفلسفة والفن وتاريخ الحضارة. ولعل هذا هو سبب تطور الاستشراق.

لكن الحقيقة هي أننا، أي أهل السنة، نحن العمود الفقري والروح للإسلام.

إذا لم أقم كمثقف بتسليط الضوء على هذا المخطط الرامي إلى التلاعب بمصير الإسلام وتقويض عموده الفقري، وتدمير روحه، فما فائدة كل ما أقوم به؟

لقد حاربنا الغرب والصليبيين لألف عام. والآن يخططون لتكون الحرب بين المسلمين للألف سنة القادمة.

لهذا السبب تم وضع إيران في قلب العالم الإسلامي. لقد قضوا على الحضارة الإسلامية بمحو العثمانيين من التاريخ، ويتم الآن استبدالهم بإيران خطوة بخطوة. لقد بدأوا عملية تصفية الإسلام.

إنهم لا يبالون بالقتل وإراقة الدماء فقد قتلوا نصف مليون مسلم سني في سوريا وحدها. إنهم يرتكبون أبشع الجرائم بينما يروجون لوحدة المسلمين.

يجب إيقاف إيران وإعادتها إلى حدودها الطبيعية، وإلا فإن منطقتنا ستتحول إلى جحيم، لا قدر الله.

عن الكاتب

يوسف قابلان

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس