ترك برس
أكد الكاتب والخبير التركي حسين ليك أوغلو، أن انهيار نظام الأسد في سوريا أدى إلى سقوط أقنعة شبيحته في تركيا.
وقال ليك أوغلو في مقال بصحيفة يني شفق إنه في تسعينيات القرن الماضي، كانت إحدى أبرز التهم الموجهة إلى الأوساط المحافظة في تركيا هي وصمها بالارتباط بإيران.
وأوضح أن هذه المزاعم تصاعدت بعد الثورة الإيرانية التي قادها الخميني عام 1979، وازداد ترديدها مع ارتفاع نسبة تأييد حزب الرفاه بقيادة نجم الدين أربكان.
ووصل الأمر بهم إلى حد فقدان ضمائرهم واتهامهم الطالبات الجامعيات المحجبات بأنهن يتلقين أموالًا من إيران مقابل ارتدائهن الحجاب، وخلال تلك الفترة، تعرضت الأوساط المحافظة لضغوط مستمرة، من خلال ربطها بالكثير من الأحداث الغامضة التي زُعم أن إيران تقف وراءها. وفقا للكاتب.
وتابع المقال:
مع فوز حزب الرفاه في الانتخابات المحلية لعام 1994، برئاسة بلديات العديد من المدن الكبرى، وعلى رأسها إسطنبول وأنقرة، بلغ خطاب الاتهام بالتبعية لإيران ذروته.
فبعد انتخابات 27 مارس، التي أسفرت عن فوز أردوغان في إسطنبول ومليح غوكجك في أنقرة، لم يستطع أنصار حزب الشعب الجمهوري تقبل النتائج فخرجوا إلى الشوارع اعتراضًا على النتائج. وقادت الاحتجاجات مجموعة من النساء المؤيدات للحزب، مرددات شعارات مثل: "الملالي إلى إيران"
من خطاب "لن نكون إيران" إلى الدفاع عن الشبيحة.. التحول في مواقف حزب الشعب الجمهوري
لقد أعمى رفضهم قبول نتائج الانتخابات بصيرتهم لدرجة أنهم كانوا يرسلون فاكسات تهديدية إلى مقر حزب الرفاه. حتى أنهم أثاروا غضب أكثر الشخصيات لطفاً ودماثة في السياسة التركية، مثل نجم الدين أربكان، فاضطر الراحل أربكان إلى القول في قضية إغلاق حزبه: "سوف يصل حزب الرفاه إلى السلطة، وسيتم إقامة نظام عادل. فما المشكلة؟ هل سيكون الانتقال سلسًا أم عنيفًا؟ هل سيكون دمويًا أم سلميًا؟"
كان التخويف من إيران والتلاعب بالرأي العام أبرز حجج جماعة 28 فبراير. وتحت شعار "لن نكون إيران"، ارتكبوا أنواعًا شتى من الظلم بحق المسلمين. فمثلًا، أخرجوا الدبابات إلى شوارع سينجان لمجرد أن السفير الإيراني حضر أمسية "ليلة القدس" التي أُقيمت هناك.
وبعد سنوات من شن الحملات الدعائية المضادة باستخدام ورقة إيران، وقف حزب الشعب الجمهوري وحلفاؤه مذهولين وخيم عليهم صمت مطبق عند اندلاع الحرب الأهلية في سوريا. فخلال 13 عامًا قتل نحو مليون سوري، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، على يد شبيحة الأسد المدعومين من إيران. واضطر ملايين السوريين إلى النزوح من بلادهم، متجهين إلى دول أخرى، وعلى رأسها تركيا، بحثًا عن الأمان.
سقوط النظام في سوريا والأقنعة في تركيا
في الوقت الذي كان فيه الشبيحة المتخفون في تركيا يستهدفون اللاجئين السوريين الذين اضطروا للفرار، كانوا يصفقون للنظام المدعوم من إيران الذي كان يرتكب المجازر. وكانوا يرددون: "ليذهب السوريون ويقاتلوا من أجل بلدهم". لكن المعارضة السورية تمكنت بعد 13 عامًا من المقاومة من الإطاحة بالنظام الاستبدادي. في سوريا سقط النظام، وفي تركيا سقطت الأقنعة.
المعارضة التي طالبوها بالقتال، قاومت وحررت بلادها، أما الشبيحة الذين سقطت أقنعتهم، فقد بدأوا في الوقوف علنًا إلى جانب بقايا النظام. واستجابة لدعوة المرشد الديني الإيراني علي خامنئي، بدأ الشبيحة في تنفيذ عمليات راح ضحيتها عشرات المعارضين، وحاولوا ترويج الأكاذيب مدعيين أن "العلويين يُقتلون في سوريا".
إنهم يدافعون عن أكاذيب إيران بحماسة أكبر من الشبيحة أنفسهم. ولو استطاعوا لجلبوا بشار الأسد من موسكو وأعادوه إلى السلطة في سوريا. كما أنهم ينشرون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا للمزارات التي أحرقها الشبيحة، كما لو أن النظام الجديد في سوريا هو من دمرها.
وأولئك الذين كانوا يرددون شعار "الملالي إلى إيران" قبل سنوات، أصبحوا اليوم يستضيفون شبيحة إيران في بيوتهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!