ترك برس

تحدث الرئيس التركي السابق عبد الله غل عما آلت إليه ثورات الربيع العربي بعد قرابة 13 عاما من انطلاقها.

جاء ذلك في حوار له مع موقع "المجلة"، حيث تطرق للعديد من الملفات التركية والإقليمية والدولية، ومن بينها ثورات الربيع العربي.

وفي معرض إجابته على سؤال مفاده "ما رأيكم بعد 13 سنة على الربيع العربي الذي حصل في عدد من الدول العربية؟ كيف تقيّمون هذه التجربة، وهل كان فعلا ربيعا عربيا أم كان خريفا أم شتاء مظلما؟"، قال السياسي التركي: كنت أرى مطالب الشباب والشعوب العربية بالتأكيد مشروعة.

وأضاف: رأيت فيها حركة نبيلة من قبل الشباب والمواطنين الساعين إلى حياة كريمة، والمطالبين بحوكمة جيدة. بعض الدول، بما في ذلك المَلَكيات، تمكنت من إدارة الأزمة من خلال محاولة تلبية الكثير من المطالب المشروعة لمواطنيها، فيما فشل "الديكتاتوريون المنتخبون" في التعامل مع الوضع بشكل صحيح.

ولدى سؤاله عما إذا كان يعتقد بأن "الربيع العربي فشل"، أجاب غل قائلا: عندما أرى أن الموضوع بدأ من تونس وأرى ما وصلت إليه تونس حاليا، بحيث كانت نسبة المشاركة في الانتخابات التونسية الأخيرة حوالي 27 في المئة. فكيف يكون الأمر جيدا؟ راشد الغنوشي عمره 83 سنة وسبق أن شارك في الانتخاب، هذا الرجل في السجن حاليا.

وعما إذا كان الربيع العربي شكّل "خيبة أمل" له أم لا، قال الرئيس التركي السابق: ليست خيبة أمل، ولكنني أشعر بالأسف لما وصلت إليه الأمور، لأن الشعوب العربية لها آمالها وطموحاتها في العيش بشكل جيد من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وكانت تريد أن تكون هناك مساءلة للحكومات.

وأضاف: أليس للشعوب العربية حق في أن تعيش مثلما يعيش الألمان أو الفرنسيون أو البريطانيون أو غيرهم، بشكل يضمن لهم حقوقهم في القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وما إلى ذلك؟ أما وصول الأمور إلى هذا الحد، فإن ذلك يجعلنا نشعر بالأسى.

وعلى صعيد آخر، تطرق غل أيضا للهجمات الإسرائيلية ضد الأراضي اللبنانية، حيث أعرب عن شعوره "بالأسى العميق" إزاء ذلك.

وتابع: الدول الإسلامية في المنطقة ليست موحدة؛ بل هي منقسمة بعمق. حتى داخل فلسطين نفسها، هناك انقسام على جبهتين، سواء في الضفة الغربية أو غزة.

وأردف: هذا الانقسام أتاح لإسرائيل القدرة على التصرف كما تفعل. إن غياب الوحدة والتماسك بين دول المنطقة منح إسرائيل، في الأساس، فرصة تاريخية للتصرف بهذا الشكل.

وأكد أن "جميع السياسات الإسرائيلية متوجهة إلى أن تلغي مسألة الانسحاب إلى حدود 1967، بكل أفعالها تريد أن تنهي هذا الموضوع، ولذلك تريد كسر جميع القيود الموجودة أمام هذا الأمر".

وفي 2006 عندما تم إصدار القرار 1701 وأن تنسحب إسرائيل ويتم نزع سلاح "حزب الله". ولكن عندما لم ينته الاحتلال بدأ النضال والمقاومة فهذا الموضوع مرتبط بالآخر.

إذن الحل هو 1701؟

ليس 1701 فقط، ولكن لأنه كان الأحدث في هذا الموضوع، غير أن الأساس هو حدود 1967 (القرار 242). أنا ذكرت 1701 بالنسبة للموضوع اللبناني فقط.

الرئيس التركي السابق عبد الله غل

عبدالله غُل من الشخصيات السياسية النادرة في تركيا. عرف بلاده من الداخل ومن الخارج. درس فيها وخارجها. عمل فيها وخارجها. انخرط في السياسة، وانضم إلى نجم الدين أربكان في "حزب الرفاه"، ثم ساهم لاحقا في تأسيس "حزب العدالة والتنمية" مع رجب طيب أردوغان.

تنقل عبدالله غل بين مناصب عدة: وزير خارجية، ورئيس وزراء، ورئيس جمهورية. أقام في قصر تشانكايا الرئاسي بين 2007 و2014، ثم ترك كرسي الرئاسة لصديقه رجب طيب أردوغان.

غل، الأكاديمي والسياسي والاقتصادي والدبلوماسي والرئيس السابق، عاصر مراحل مهمة في تاريخ تركيا، بينها الكثير من المنعطفات الحاسمة في الشرق الأوسط، فأثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كان السيد غل رئيسا للوزراء، ولعب دورا قياديا عندما قرر البرلمان التركي عدم السماح بتمركز القوات الأميركية في البلاد في حال اندلاع الحرب في العراق. كما كان رئيسا لتركيا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في 2008-2009، وفي فترة "الربيع العربي" عام 2011.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!