
حسناء جوخدار - ترك برس
في قلب الأناضول، حيث تتردد أصداء التاريخ العريق، تقع حاتوشا، عاصمة الحيثيين الأسطورية التي تأسست حوالي 1650 قبل الميلاد. هذه المدينة، التي تجسد عبقرية العمارة والفن الحيثي، تروي قصصًا من زمنٍ كانت فيه الآلهة والملوك يشكلون مصير إمبراطورية عظيمة، محفورة في حجارتها ومعابدها المهيبة.
كأحد مواقع التراث العالمي منذ عام 1986، تفتح حاتوشا أبوابها كمتحف أثري في الهواء الطلق، حيث تنقسم إلى مدينتين: السفلى بعبق الحياة اليومية، والعليا بأبهة المعابد وسورها الضخم. من بوابة الأسد المهيبة إلى معبد يازيليكايا الخلاب، تقدم حاتوشا رحلة عبر الزمن، تتيح للزائر استكشاف إرث حضارةٍ كتبت فصولاً من التاريخ بحروف من حجر.
تُعد حاتوشا، عاصمة حضارة الحيثيين التي أُسست حوالي عام 1650 قبل الميلاد، مركزًا للعمارة والفن في تلك الحقبة، وهي مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي كأصل ثقافي منذ عام 1986. تُعتبر حاتوشا متحفًا أثريًا في الهواء الطلق، وتتكون من منطقتين: المدينة السفلى والمدينة العليا. في المدينة السفلى، توجد مناطق المعيشة المدنية، وفي وسطها يتربع المعبد الكبير، وهو أكبر بناء ديني في حاتوشا.
يُعتقد أن هذا المعبد، الذي يحتوي على غرفتي عبادة، كان مكرسًا لإله العاصفة تيشوب وإلهة الشمس في مدينة أرينا، وهما أعظم آلهة الإمبراطورية. أما في المدينة العليا، فتوجد منطقة تُعرف بحي المعابد، والتي تضم عددًا كبيرًا من المعابد. يحيط بحي المعابد من الجنوب سور يتخذ شكل قوس واسع، ويحتوي على أربعة بوابات.
في الطرف الجنوبي لسور المدينة، وعلى أعلى نقطة فيها، تقع بوابة يركابي، وهي تل اصطناعي هرمي الشكل مغطى بالحجارة من الخارج، وتضم بوابة السفنكس. كما توجد بوابة الملك وبوابة الأسد بشكل متماثل في الطرفين الشرقي والغربي للسور الجنوبي. تُعد المنحوتات الأسدية الموضوعة على جانبي بوابة الأسد من أجمل أمثلة الأعمال الحجرية الحيثية.
على بعد كيلومترين شمال شرق حاتوشا، يقع معبد يازيليكايا، الذي يُعتبر أروع معبد في الهواء الطلق في المدينة. يتكون معبد يازيليكايا من غرفتين صخريتين تعكسان السمات المعمارية الحيثية، وهما: "المعرض الكبير" (الغرفة أ) و"المعرض الصغير" (الغرفة ب).
يزين الجدار الغربي للمعرض الكبير نقوش بارزة للآلهة، بينما يحتوي الجدار الشرقي على نقوش للإلهات. توجهت أشكال الآلهة والإلهات نحو المشهد الرئيسي عند تقاطع الجدران الشرقية والغربية والشمالية. أما المعرض الصغير، الذي له مدخل منفصل، فيحتوي على نقوش بارزة لاثني عشر إلهًا مرتبة على الجدار الغربي من اليمين إلى اليسار.
وعلى الجدار الشرقي لهذا القسم، توجد نقوش لإله العالم السفلي نيرغال (إله السيف) والإله شاروما والملك توثاليا الرابع تحت رعايته. بالإضافة إلى النقوش البارزة المحفوظة جيدًا في هذا القسم، هناك ثلاثة تجاويف محفورة في الصخر، يُعتقد أنها كانت تُستخدم لوضع هدايا أو أوانٍ تحتوي على رماد أفراد العائلة المالكة الحيثية.
تاريخ الإدراج في قائمة التراث العالمي لليونسكو: 1986
رقم التسجيل في القائمة: 377
الموقع: منطقة البحر الأسود، تشوروم
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!