ترك برس
بعد اجتماع مطول عقده رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان مع عدد كبير من المسؤولين المختصين على رأسهم رئيس البرلمان عصمت يلماز ورئيس هيئة الانتخابات العليا سعدي غوفان، تقرر إجراء الانتخابات المُبكرة بتاريخ 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 وتم نشر هذا التاريخ بشكل نهائي في الجريدة الرسمية.
وتُرجح الباحثة في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" خديجة كاراهان أنّ "سبب إصرار رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، الذي يحق له ذلك، على خيار الانتخابات المبكرة هو رغبته الشديدة في تخليص تركيا من ما تشهده من حالة غموض وعدم استقرار وأنّه من خلال الانتخابات المُبكرة ستتمكن تركيا تخطي جميع العقبات السياسية والاقتصادية المحيطة بها".
كما أكد العديد من السياسيين الأتراك وعلى رأسهم نعمان كورتولموش الرجل الثاني في حزب العدالة والتنمية، من خلال لقاءات تلفزيونية وصحفية على "نجاعة قرار إعادة الانتخابات وإجراؤها من جديد لتفادي جميع العواقب والمشاكل التي نتجت عن عدم الاستقرار الذي تسبب به عدم وجود حكومة مركز تنفيذية فوق رأس عملها".
ويُذكر أن تركيا لأول مرة في التاريخ ستذهب لخيار إعادة الانتخابات بعد عدم تحقيق توافق بين أيٍ من الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، ويُعتقد بأن تركيا ستذهب إلى الانتخابات بحكومة انتخابات دستورية مُشكلة من بعض نواب حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي وعدد من المستقلين الذين تم اشراكهم في الحكومة بدلًا عن نواب حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية اللذين رفضا الاشتراك في الحكومة.
وبما أن الانتخابات المُبكرة أصبحت على الأبواب بشكل أكيد، أصبحت هناك العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بتوقعات نتائج الانتخابات المُبكرة القادمة وديناميكيتها وأسسها ونوعية حملاتها الانتخابية وغيره الكثير من العناصر المتعلقة بعملية إجرائها.
وفيما يتعلق بالعوامل الديناميكية الرئيسية لعملية إعادة الانتخابات القادمة تؤكد الباحثة خديجة كاراهان بأن "العامل الديناميكي الرئيسي لعملية الانتخابات القادمة هو العامل الاقتصادي الذي تبين للناس بأن له تأثير قوي على حياتهم بمجرد تغيير بوصلتهم الانتخابية تجاه خيار الحكومة الائتلافية التي، على مر تاريخ تركيا، أثبتت فشلها الذريع والهدام لخيارات التطور والتقدم السياسي والاقتصادي في تركيا".
ويؤكد الباحث في مركز سيتا أيضًا برهان الدين دوران، في تقرير تقييمي له يتعلق بما يخص العوامل الديناميكية الرئيسية المؤثرة في عملية إعادة الانتخابات تحت عنوان "الديناميكية الرئيسية لتكرار الانتخابات البرلمانية في تركيا" أن "لكل انتخابات برلمانية مكان خاص ومختلف في الحياة السياسية التركية، ولكن على النقيض من ذلك فإن إحدة الديناميكيات الرئيسية لهذه العملية ستنطلق من المثل القائل "الذاكرة البشرية معلولة بالنسيان" وهذا يعني أن الحملات الانتخابية لجميع الأحزاب في الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون متصلة ببعضها البعض وستكون عناصرها متشابهة بشكل كبير حتى يستطيع كل حزب إثبات مدى ثباته على مبادئه الإيجابية وتغيره في بعض المبادئ نحو الأفضل أمام الناخبين".
وإلى جانب ذلك يشير دوران إلى أن "أحد العوامل الديناميكية الأخرى هو التحدث بشكل كبير عن موضوع الاستقرار السياسي والاقتصادي وأهميته، وسيُطرح سؤال كيف ضاع الاستقرار السياسي والاقتصادي؟ ومن المسؤول عنه؟ من الشخص أو الحزب الذي يستطيع القضاء على حالة عدم الاستقرار السياسية والاقتصادية؟ وستلعب الأحزاب السياسية لعبة كبيرة في طرح المبادئ المثلى والكثيرة المتعلقة بقضية الاستقرار".
وبعد تأكيد دوران على أهمية هذا العامل يؤكد أيضًا أن "حزب القومية سيكون له النصيب الأكبر في استخدام هذا العامل"، ويشير دوارن إلى أن "حزب الحركة القومية سيدعي بأن حزب العدالة والتنمية بتعاونه مع حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" قاد البلاد إلى عدم الاستقرار السياسي والفوضى الخلاقة، وسيستثمر حزب الحركة القومية هذا العنصر بشكل كبير".
ومن عوامل ديناميكية الانتخابات المُقبلة الأخرى "محاولة حزب الشعوب الديمقراطي دخول حكومة الانتخابات الدستورية وبصوت قوي لتفادي الاتهامات المُوجهة له بدعمه للإرهاب والعمليات الإرهابية الجارية في البلاد، بدخوله للحكومة سيحاول التأكيد على مدى حرصه على استقرار البلاد ودستورها وسيستخدم هذا بشكل كبير خلال حملته الانتخابية".
ويضيف دوران أن "بدء العمليات الإرهابية من جديد من قبل حزب العمال الكردستاني سيجعل أصوات حزب الشعوب الديمقراطي تتوزع على حزب الشعب الجمهوري وحزب العدالة والتنمية، ويجب ألا نغفل قضية أصوات "الأمانة" التي تم إعطاؤها من قبل ناخبي حزب الشعب الجمهوري فقط لإنجاح حزب الشعوب الديمقراطي وإزاحة حزب العدالة والتنمية عن رأس الحكم الذي كان يقوده بمفرده".
هذه هي العوامل الديناميكية الرئيسية المتوقعة لعمية إعادة الانتخابات المقبلة، التي يتوقع الكثير من الخبراء والباحثين أن الحملات الانتخابية والعوامل الديناميكية التي تمت خلال الانتخابات السابقة ستكون هي نفسها أو مشابهة لها خلال عملية الانتخابات المقبلة، ولكن خلال فترة الانتخابات القادمة ستكون العوامل الديناميكية وكل ما يتعلق بالانتخابات قريب أكثر للواقع ولرغبة الناخب، لا سيما بعد عملية الاستقرار السياسي والاقتصادي التي أصابت البلاد وأثرت على المواطنين بشكل كبير، وأصبح هم المواطنين الأول والأخير والأساسي هو التخلص من حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي نتجت عن عدم قدرة الأحزاب السياسية على تشكيل حكومة ائتلافية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!