الأناضول
سلطت صورة الطفل السوري "أيلان كردي"، 3 أعوام، التي جرفت أمواج بحر إيجة جثته إلى الشواطئ التركية، الضوء على رحلات الأمل/ الموت، التي يقوم بها الآلاف من السوريين، في محاولة للوصول إلى القارة الأوروبية.
كل ليلة، يحاول عدد كبير من المهاجرين، أغلبهم من السوريين، التسلل بالقوارب، من شواطيء حي "أقيارلار" بمدينة بودروم التركية، الذي عُثر فيه على جثة الطفل أيلان، في محاولة للوصول إلى جزيرة كوس اليونانية.
وتمركز فريق من صحفيي وكالة الأناضول، طوال الليلة الماضية، على شاطئ أقيارلار، سعيا لرصد تلك اللحظات الصعبة من رحلة المهاجرين، حيث تمكن، من تصوير مجموعة مهاجرين تضم 10 رجال، خرجوا من بين الأشجار القريبة من الشاطئ، بعد مرور دورية الدرك التركي التي تجوب الشاطئ بشكل منتظم، وكان الرجال يحملون قاربا مطاطيا، وضعوه في الماء واستقلوه.
وعقب ذلك، فشل المهاجرون في تشغيل المحرك الذي ركبوه للقارب، ومن ثم حاولوا الإبحار باستخدام المجاديف، إلا أن الأمواج العالية أجبرتهم على العودة إلى الشاطئ، حيث حملوا القارب المطاطي والمجاديف، وعادوا إلى منطقة الأشجار التي قدموا منها.
بعد مرور حوالي ساعتين، ظهرت من بين الأشجار مجموعة أخرى من المهاجرين، مثل سابقتها، وضعت المجموعة قاربا مطاطيا في البحر استقله أفرادها، ولدى فشلهم في تشغيل محرك القارب، بدؤوا في مناقشة ما إذا كانوا سيستمرون في محاولتهم باستخدام المجاديف، ومن ثم قرروا العودة من حيث أتوا، وحملوا القارب والمجاديف، وأخذوا في الركض مبتعدين عن الشاطئ.
ولاحظ فريق الأناضول، الإجراءات الأمنية المشددة، التي يتخذها الدرك وخفر السواحل في بودروم، لمنع تكرار مآسي غرق المهاجرين، حيث تقيم قوات الدرك حواجز على الطرق خاصة أثناء الليل، وتتحقق من هويات ركاب العربات المارة، خاصة الحافلات الصغيرة وسيارات الأجرة.
وتجوب دوريات خفر السواحل، المياه الإقليمية بشكل مستمر، لمنع محاولات التسلل، وخلال فترة تواجد فريق الأناضول، رصدت فرق خفر السواحل بالقرب من شاطئ أقيارلار، قاربا مطاطيا يحمل على متنه 20 مهاجرا سوريا، حيث قام رجال خفر السواحل بنقل المهاجرين إلى قاربهم، ومن ثم نقلهم إلى قيادة خفر سواحل "تورغوت ريس".
ولفت نظر الفريق، وجود عدد كبير من المجاديف ومحركات القوارب، التي تم ضبطها في الأيام السابقة، في حديقة مركز خفر السواحل.
وتحفل المنطقة بعدد كبير من الصحفيين الأتراك والأجانب، الذين يعملون على كتابة قصص إخبارية، عن محاولات تسلل المهاجرين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!