رداد السلامي - خاص ترك برس
ستجرى اليوم الانتخابات التركية التي يتحدد على نتائجها مستقبل تركيا والمنطقة برمتها، ومن الثابت المعلوم أن مستقبل تركيا الأفضل مرتبط بصناع نهضتها الحديثة وتقدمها الذي صنعوه في زمن قياسي قصير وأعادوا لتركيا والمنطقة الأمل بكون الأمة الإسلامية قادرة على التعافي من أمراض تعثرها وأزماتها المزمنة..
الغرب كما إيران وبعض الدول العربية غير المؤثرة استراتيجيا والتي تحولت إلى بيادق غبية في يده ضد المنطقة لا يريدون لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي الفوز ناهيك عن الحصول على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا لأسباب تتعلق أساسا في إسلامية هذا الحزب وفي قدرة قادته الشرعيون الذين يقودون تركيا اليوم على تحقيق نهضة تركيا التي عاشت لفترة طويلة على هامش التاريخ ودعمهم بقوة ووضوح واقتدار لثورات الربيع العربي وانحيازهم القوي لصالح قضايا أمتنا الإسلامية العادلة ومطالب شعوبها المشروعة..
فمن المعروف كما يقول المفكر العربي
الإسلامي "أبو يعرب المرزوقي" أن "إيران وإسرائيل تسعيان لاسترداد إمبراطوريتيهما المزعومة بتقاسم الوطن العربي والغرب يساندهما في ذلك لأنه يخشى عودة المسلمين للتاريخ والقيام بدورهم لتحرير الإنسانية من الطغيان المافياوي الغربي".
وحدها قطر بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية كدولة عربية إقليمية قوية ومؤثرة وتستمد قوتها ومشروعيتها من رغبة شعبها تبدي رغبة ملحة من أجل فوز حزب أردوغان انطلاقا من إدراكها لما يشكله وجود هذا الحزب من تحقيق تعاون مشترك في مواجهة تحديات حقيقية وخطرة كالنفوذ الإيراني العدواني الذي يتحرك وفق أحقاد وطموحات توسعية لابتلاع المنطقة وصناعة الإرهاب فيها وتأجيج الطائفية واستقطاب الدولة الكبرى إليها لمزيد من الحروب والفوضى كما فعل في سوريا حين أوعز لبشار استدعاء روسيا للمساهمة في محاولة إنقاذه بعد أن كادت المعارضة الثورية السورية المشروعة أن تطيح به.
للغرب حساباته المصلحية وهواجسه التاريخية من إسلامية القيادة التركية الجديدة وهي هواجس بعضها وهمي، غير أن مصر دخلت في خط العداء ضد استراتيجية توحيد المنطقة ليمثل السيسي خطأ وخطر استراتيجي آخر يقف في وجه محاولات وحدة ونهضة المنطقة وتخلصها من المخلب الإيراني الذي وجد في روسيا دبا سمينا يمكن أن يحدث الفرق لصالح النفوذ الإيراني بعد إشباع رغبة الإحساس الناقص لديه بكونه قوة عظمى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس