رداد السلامي - خاص ترك برس
سيتمكن حزب العدالة والتنمية التركي ذو التوجه الاسلامي من حسم عدة إشكالات تواجه تركيا على المستوى الداخلي إذا ما فاز بالأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا، أبرزها مواجهة حركات الإرهاب وموجات الدعاية المضادة المرتكزة على حزمة من الشائعات المبرمجة التي يقوم بها ما يسمى بالتنظيم الموازي وبعض المعارضين غير النزيهين أو الشرفاء.
هذا الحسم المهم لأزمات الداخل المفتعلة سيمكنه من مواجهة التحديات الموضوعية التي تعتمل حول تركيا كقوة إقليمية اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا، أبرزها التحدي السوري وما استتبعه من تحد إيراني روسي مشترك لديه إصرار على على إبقاء الأسد الذي قتل 350 ألف مواطن من شعبه وشرد ما يقارب 3 ملايين منه، مليونان منهم في تركيا.
وتأتي تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان حول هذه المسألة حين قال لقناة محلية تركية اليوم: "من غير المقبول في الدبلوماسية الدولية الدفاع عن شخص قتل 370 ألف إنسان واستقباله بالبساط الأحمر في إشارة إلى استقبال الأسد بموسكو"، متزامنة مع الانتخابات التي أكدت أغلب استطلاعات الرأي ومراكزها البحثية أن العدالة والتنمية هو الخيار الاستراتيجي الوحيد بالنسبة للشعب التركي الذي وجد ذاته ممتلئة بقناعة أساسية أن نهضة تركيا واستقرارها وقوتها وأمنها مسائل استراتيجية وحده العدالة والتنمية منوط بتحقيقها، وفي تاكيد من الشعب التركي أن العدالة والتنمية هو التعبير الأمين عن ما يعتقده وعن ذاكرته التاريخية والحضارية...
فسيهيء فوز حزب أردوغان الداخل التركي لتحقيق استقرار ذاتي يمكنه من مواجهة التحديات الخارجية وتعزيز مسألة الدفع نحو تحرير سوريا تماما من الأسد وإحباط طموحات إيران التوسعية والفوضوية الداعمة للعنف والتطرف والارهاب، وسيجد فوز حزب العدالة والتنمية ترحيبا شديدا من أغلب دول المنطقة وأبرزها المملكة العربية السعودية كدولة معنية بما يحدث في المنطقة بشكل كبير، وقد قال المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي:
"إن فوز العدالة والتنمية التركي سيكون محل ترحيب شديد في السعودية…".
وهذا بالتاكيد يسند تأكيد الرئيس أردوغان حين قال اليوم: "إيران تقول إنها تقف إلى جانب سوريا حتى النهاية، أما نحن فسنقف في وجه النظام السوري حتى النهاية، وإلى جانب الشعب السوري".
وهذا ما يجمع الرؤيتين السعودية والتركية على الأرجح وما سيترتب عليه أي خيار آخر مشترك بينهما...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس