مصطفى موتلو - صحيفة أيدنلك* - ترجمة ترك برس
يعقد يوم غد وبعد غد في العاصمة أنقرة المؤتمر الاستثنائي الثامن عشر لحزب الشعب الجمهوري.
أعتقد أن مندوبي المؤتمر لن يحددوا رئيس الحزب وأعضاء القيادة فحسب، بل سيقومون بتغيير هيكلية عمل حزب الشعب الجمهوري خلال هذا المؤتمر.
أود الآن أن أسأل السؤال التالي: ما الذي حصل حتى سقط السيد كمال كلتشدار أوغلو الذي كان يعتبر قرة عين الحزب من أعين المناصرين لهذا الحزب.
لكي أجيب على هذا السؤال، يتوجب علي أن أبوب الجواب في خمسة عشر بابا.
1- ارتكب السيد كمال كلتشدار أوغلو أولى أخطائه عندما ذهب إلى قمة الاشتراكية الدولية بعيد استلامه رئاسة الحزب. حيث ألقى السيد كلتشدار اوغلو كلمة في القمة قال فيها ان العلمانية في تركيا ليست في خطر. عندها انصدم مناصروه بهذا التصريح ولم يصدقوا ما سمعوه من رئيس حزبهم.
2- الخطأ الثاني لكلتشدار أوغلو عندما رفض تأدية اليمين في المجلس قبل أن يتم إخلاء سبيل النواب المعتقلين. حينها قال رجب طيب أردوغان إن أعضاء حزب الشعب الجمهوري سيؤدون اليمين في المجلس. وبالفعل بعد عدة أيام قام وفد حزب الشعب الجمهوري بأداء اليمين في المجلس. وبذلك خسر كلتشدار أوغلو الرهان مع أردوغان.
3- على الرغم من إطلاقه عدة وعود بإرساء الديمقراطية داخل الحزب عندما تسلم القيادة، إلا أنه لم يقدم على تنفيذ وعوده طيلة فترة بقائه في قيادة الحزب. فلم يقم بالتغييرات الضرورية. باستثناء بعض المشاورات التي لم تنعكس على مرشحي الحزب في فترة الانتخابات العامة، حيث لم يقم بترشيح من يستحق دخول البرلمان، بل قام بترشيح من كان صادقا مع قيادة الحزب.
4- لم يستطع ضبط أعضاء الحزب. فكل عضو ينضم إلى الحزب كان يقوم بتصريحات عشوائية. فعلى سبيل المثال، أغلبية الأعضاء الجدد الذين انضموا إلى حزب الشعب الجمهوري أعلنوا بانهم انضموا إلى الحزب ليس بسبب حبهم للحزب، وإنما بهدف تغييره.
5- لم يستطع الإيفاء بوعوده في تجديد وتحديث برنامج الحزب منذ أربعة أعوام.
6- عند استلامه لقيادة الحزب، صرح بأنه سيقضي على ظاهرة الحلقة الضيقة التي تتمثل في العمل مع المقربين لرئيس الحزب. لكنه وبعد فترة وجيزة، بدأ بإبعاد الأعضاء الذين لم يتمكن أن يفرض عليهم أفكاره. واستقدم الأشخاص المقربين منه.
7- لم يستطع أن يستثمر أحداث "غيزي بارك" بشكل جيد. فلم يتمكن من طمأنة الملايين الذين نزلوا إلى شوارع إسطنبول للمطالبة بالديمقراطية والحرية.
8- أبدى استياءه وسخطه من بعض أعضاء البرلمان وبعض القيادات المحلية الذين لم يؤيدوا إجراءاته داخل الحزب.
9- وافق على سياسة حزب العدالة والتنمية فيما يخص موضوع الأكراد ومسألة اللقاءات مع تنظيم "بي كي كي PKK". حيث أنه ساهم في إقرار المادة التي تنص على إعطاء الحصانة للأشخاص الذين يسيّرون أمور المصالحة الوطنية.
10- لم يستطع أن يعارض دخول المحجبات إلى البرلمان، حيث أن دخول المحجبات إلى قاعة الاجتماعات في البرلمان يعتبر اعتداءا سافرا على مبادئ الجمهورية التركية.
11- لم يفصح عن مضمون محادثاته مع السفير الأمريكي.
12- لم يقم باستشارة أعضاء الحزب عندما قام بترشيح أكمل الدين إحسان أوغلو للانتخابات الرئاسية التي جرت قبل شهر.
13- اصطنع لنفسه بعض الصحفيين المزيفين. وقام بإبعاد الصحفيين الذين كانوا ينتقدون إدارة الحزب.
14- انعزل مع طاقمه المقرب منه ولم يستطع أن يحتك بالجمهور.
15- كانت تصرفاته وتصريحاته خلال الستة أشهر الماضية تدل على دعمه المطلق والصريح لجماعة فتح الله غولن. وهذا ما جعل أنصار الحزب يشعرون بالإهانة.
أيها الأحبة. إن قائدا للمعارضة يحمل مثل هذه الصفات، لا يمكنه أن يصل إلى سدة الحكم في البلاد. لكن ورغم كل هذه الصفات التي تجتمع في شخص كلتشدار أوغلو، إلا أنه سينجح بالأغلبية العظمى من الأصوات في هذا المؤتمر. ولا ذهب أبعد من ذلك، فإني على يقين بأن الأعضاء الذين أعلنوا عن دعمهم لمحرم إينجه، سيدلون بأصواتهم للسيد كلتشدار أوغلو. أقول هذا وأتمنى أن أكون مخطأً في توقعاتي.
أتنمى أن ينجح محرم إينجه في هذه الانتخابات. لأن حزب الشعب الجمهوري هو الضمان لهذه الجمهورية. وإذا ما استمر كلتشدار أوغلو في قيادة هذا الحزب، فسيفقد شعبيته أكثر بكثير مما فقده خلال السنوات الأربع الماضية.
* صحيفة أيدنلك معارضة لحكومة حزب العدالة والتنمية الحالية وتتبع النهج العلماني
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس