أوكاي غونينسين - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس
لم يجر أي نقاش داخل حزب الشعب الجمهوري بين الرئيس ومرشح الرئاسة وأعضاء الحزب قبل انعقاد المؤتمر الطارئ. ولم يتناقشوا حول سياسات الحزب ولا حول نتائج الانتخابات، ولا حول تناقص ثقل وتأثير الحزب في المجتمع.
فقط وفقط تناقشوا حول الرئاسة، تناقشوا عن انتقادات المرشح الجديد لكلتشدارأوغلو الذي نافسه على مقعد الرئاسة. لم يتحدث كلتشدار أوغلو منذ أن استلم رئاسة الحزب عن تصوره لمنظور الحزب في حال استلم السلطة. وعلى الرغم من الارتفاع البسيط الذي حققه الحزب في الأصوات لا يستطيع كلتشدار أوغلو أن يتحدث عن هكذا منظور.
كان النشاط السياسي الوحيد الذي قام به حزب الشعب الجمهوري قبل انتخابات البلدية وقبل انتخابات الرئاسة هو الدخول في مهاترات كلامية مع أردوغان.
الحفاظ على الوضع
بدلاً من أن يقوم حزب الشعب الجمهوري بتحليل أسباب زيادة عدد أصوات حزب العدالة والتنمية، وبدل أن يدرس ماهية المجتمع وتطلعاته يحاول ومنذ وقت طويل أن يحشد طاقاته ليحافظ على وضعه كغريم لأردوغان، كان غرض الحزب الوحيد هو "الحفاظ على وضعه" كحزب معارض أساسي والحفاظ على عدد نوابه في البرلمان. إن توقع فوز كمال كلتشدار أوغلو في الانتخابات هو نتيجة طبيعية لضغط مؤسسات الحزب.
لقد يئسوا من التربع على عرش السلطة لذلك لم يبقَ لهم إلا أن يسعوا في إطالة عمر وضعهم الحالي. ليست لديهم الجرأة في المغامرة التي قد تطيح بالمرتبة التي وصل إليها الحزب مع زعيم جديد.
انحسرت مطالبهم إلى المحافظة على أصوات الناخبين لهم ليس إلا، وذلك في الانتخابات العامة القادمة والتي ستجري بعد 8 أشهر.
لقد باء بالفشل كل من حاول خلق حزب اجتماعي ديمقراطي معاصر من حزب الشعب الجمهوري، ولم تفلح محاولاته في إعادة نسمات بولاند أجاويد في السبعينات من القرن. ليسوا هم فقط من لم ينجح فكل من أراد لعب القومية بروح الخمسينات والستينات قد باؤوا بالفشل أيضاً.
لم يستطع الحزب أن يصبح حزباً اجتماعياً ديمقراطياً ولم يستطع أن يصبح حزباً قومياً صرفاً. كل ما حدث أن الطرفان قد رضيا باستمرار الوضع الراهن.
وبسبب الرضى هذا لم يترشح لرئاسة الحزب أي مرشح اجتماعي ديمقراطي أو قومي. لقد قال مصطفى كمال: "إن المصلحين الإداريين لا يمكنهم عمل تحسينات جذرية"، بمعنى أن الاصلاحات الادارية إن طالت فقدت معناها وقدرتها على تحسين الوضع الراهن . يجلس حزب الشعب الجمهوري اليوم على ذروة الاصلاح الإدارية لا يبدي حراكاً واختار رئيسه، ولكن حاله مستمرّ كما هو.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!