ترك برس
منذ أن أسقطت القوات المسلحة التركية الطائرة الروسية، وسياسة الأخيرة تتراوح بين كر وفر، وإنكار واعتراف، فما هي دوافعها، وما هي الجوانب التي أنكرتها واضطرت إلى الاعتراف بها لاحقا، وما هي حقيقة الأمر على أرض الواقع؟
بداية أنكرت روسيا فور إسقاط طائرتها من قبل القوات المسلحة التركية حقيقة كون الطائرة قد غادرت الأجواء التركية، منتهكة المجال التركي، ولكنها سرعان ما تراجعت خطوة إلى الوراء فور عرض الصور والمعلومات من الجانب التركي.
الأمر الثاني الذي أنكرته روسيا هو كون تركيا أنذرت الطائرة الروسية بانتهاكها للمجال الجوي التركي، وفيما بعد تراجعت روسيا من موقفها هذا أيضا، بعد أن قامت تركيا بنشر تسجيل صوتي، يؤكّد صحة ما ادّعت به.
والأمر الثالث الذي ينتظر تراجعا في الموقف الروسي هو ادّعاؤها بأن تركيا تتعامل مع تنظيم "داعش" وتشتري البترول منه، الأمر الذي أدى بالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى رفع حدة التحدي قائلا: إن كان لدى بوتين ما يؤكد صحة ادّعاءاته فإنني سأستقيل من منصبي، فهل سيستقيل هو إن لم يتمكّن من إثبات صحة ادّعاءاته تلك؟
تناول الكاتب الصحفي "طه داغلي" الادّعاء الأخير محاولا تسليط الضوء على حقيقة الأمر، في مقالة له نشرت على موقع إخباري.
بدأ داغلي مقالته: "إن اللائحة تبدو كبيرة جدا، فحسب الادعاءات أن تنظيم داعش يبيع النفط السوري إلى النظام السوري نفسه، ومن ثم يبيعه لإسرائيل.
ما هي طبيعة المناطق التي يسيطر عليها "داعش" وبم تتميز؟
حاول تنظيم داعش بسط سيطرته في العراق وسورية في المناطق الغنية بالمياه، والبترول، وبعد عام 2013 تم بيع البترول من المصافي التي بنيت في مناطق تواجد البترول إلى عصابات أشبه ما تكون بعصابات المافيا.
ما هي المصافي المحورية التي يعتمد عليها التنظيم في الإنتاج سواء في سوريا أم في العراق، وإلى من يذهب إنتاج المصافي في كلا البلدين؟
إن لدى تنظيم داعش سوق سوداء خاصة بالبترول، والمصافي تعمل في إنتاج البترول في اليوم الواحد ما يقارب 9 ساعات، كما تحرس هذه المصافي من قبل مسلحين طوال فترة الإنتاج.
وأشار داغلي إلى أن أهم مصفاتين في سوريا، موجودتان في دير الزور، وتعرفان بمصفاتي "كونوكو" و"التيم"، وأن إنتاج هاتين المصفاتين يذهب إلى الشمال العراقي، وهنا تتدخّل مجموعات كردية يقال: إنها على تواصل مع تنظيم "بي كي كي".
وفي العراق توجد أيضا مصفاتان، موجودتان في الموصل يتحكم بهما "داعش" منذ عام ونصف، والمصفاتان هما، "النجمة، والغيارة، وإنتاج هاتين المصفاتين يذهب أيضا إلى "زاهو".
وأهم ما يلفت الانتباه هو أن من يقوم بتهريب البترول ليس مجموعات كردية فقط، وإنما مجموعات إيرانية أيضا.
من هو الاسم المثير الذي يلعب دورا مهما في تهريب البترول؟
وحسب المعلومات الواردة من قناة العربية، أن شخصا يلقب "بفريد"، يناهز من العمر 50، يحمل جنسيتين، الإسرائيلية واليونانية، ويعدّ من أهم المهربين في السوق السوداء في سوريا.
بـ كم يباع البترول المستخرج في سوريا والعراق، ومن هو المستهلك رقم واحد لدى التنظيم؟
وأفاد الكاتب حسب تقرير نشرته إنكلترا أن سعر البترول الذي يتم إنتاجه في سوريا، يباع بثمن زهيد جدا، يصل إلى 25 بالمئة من تكلفته الأساسية، ومن ثم يباع عن طريق عصابات مختلفة إلى نظام الأسد نفسه، وأن النظام يحتل المرتبة الأولى لدى التنظيم في استهلاك وشراء البترول.
ويورد داغلي في مقالته أن الخزانة العامة الأمريكية أكدت من خلال تقرير خاص بها ما جاء في التقرير البريطاني، والذي أكد بدوره أن تنظيم داعش يقوم ببيع البترول للنظام السوري، وأن رجال أعمال روس، أصحاب شركات كبرى، لديهم ارتباطات وثيقة مع النظام، يعملون في مجال تهريب البترول وبيعه إلى النظام السوري.
ويختم الكاتب مقالته بـ: "لطالما لا تملك روسيا وثائق تثبت صحة ما تذهب إليه، فادّعاءاتها كاذبة، ولا تحمل أية أهمية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!