ترك برس

قال الكاتب التركي رئيس تحرير صحيفة يني شفق التركية، الخبير في الشؤون السياسية، إبراهيم قره غُل، إن إيران وروسيا تحاربان ضد تركيا في سوريا وداخل الأراضي التركية، من خلال دعم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، وجناحها السوري، "الاتحاد الديمقراطي"، مشيرًا أن "هذه حرب واضحة، ولكن لم يُعلن عنها".

وأضاف الكاتب التركي في مقال له بعنوان "شاه إسماعيل القرن الواحد والعشرين، وحرب تركيا وإيران"، أن روسيا وإيران تقفان وراء الجبهة التي فتحتها المنظمات الكردية ضد تركيا في شمال سوريا وبعض الولايات التركية، لافتًا أنها تتحرك في ذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.

وأوضح قره غُل، "الدول نفسها تقف وراء محاولات احتلال منظمة بي كا كا للولايات الجنوبية الغربية لبلادنا، لقد نقلوا الحرب السورية إلى الداخل التركي، وهم يحاربون ضد تركيا داخل أراضيها بشكل واضح ومكشوف، وسنرى قريبًا تحريك تفعيل ضلوعها داخل تركيا بشكل أكبر في أقرب وقت".

وأشار قره غول، إلى "أن تركيا، لم تكن يومًا قريبة من الاشتباكات إلى هذا الحد، ولم تكن يومًا محاصرة ومعرضة لهجوم داخلي وخارجي لا يرحم، كما هو الحال اليوم، كما أنها لم تكن يومًا هدفًا لأكثر من دولة في آن واحد"، مبينًا أن "التدخلات في المنطقة كانت تنفذ من قبل دول منفردة، حيث كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم بالعراق واليمن، وتستخدم الشيعة في أفغانستان درعًا لها ضد الأخطار التي تواجهها، وتحرض حزب الله ضد إسرائيل وتوقعهما ببعض لحماية نفسها".

وفي معرض تعليقه على زيارة رئيس حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، صلاح الدين دميرطاش، إلى موسكو، قال قره غُل، إن "الهوية السياسية لدميرطاش انتهنت، وأصبح جزءًا من خطر الحرب الموجهة ضد تركيا، ينبغي البدء بالاجراءات القانونية ضده، ومنع استخدامها لهويته السياسية كأداة تمويه"، لافتًا أن "إيران تجري علاقاتها مع المنظمات المسلمة عبر بغداد، ومع المنظمات العلمانية عبر موسكو، والهدف من زيارة دميرطاش لموسكو هو أخذ تعليمات وأوامر جديدة لأجل الحرب".

من جانبه، نوّه الكاتب التركي، سليمان سيفي أوغون، أن "الورقة الكردية هي الورقة الثانية التي إذا استخدمت فإنها ستضر بإندماج الحلف الأطلسي مع تركيا، يريدون اللعب على هذه الورقة ويروجون لأن "داعش قاتلة الأكراد" و"تركيا قاتلة الأكراد" ويحاولون إقناع الرأي العام بذلك، معتقدًا أن "إيران وروسيا لن يتركا الشرق الأوسط وشأنه، لا أعرف إلى أين سيؤول هذا الوضع، لكنني أنا أرى في النهاية أن دول الأطلسي ستتدخل وتصبح في مواجهة مع إيران وروسيا، وهذا واضح من خلال الأحداث والتطورات".

في سياق متصل، اعتبر مركز سترافور الأمريكي، أن "سيطرة تركيا على عائدات مبيعات تصدير النفط يعطي أنقرة نفوذا كبيرا على حكومة كردستان العراق، ولكن بارزاني (رئيس إقليم شمال العراق) وحلفاءه هم أيضا في موقف لا يحسدون عليه من حيث كونهم مضطرين لمواصلة التعامل التجاري مع العدو التركي في الوقت الذي توسع فيه تركيا تدريجيا من تواجدها العسكري في المنطقة الكردية، وهذا يخلق فرصة سهلة لإيران وروسيا لاستغلال الانقسامات الكردية وتوظيفها ضد تركيا".

تجدر الإشارة إلى أن التقارب الذي بدأ بين روسيا ومنظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي" الذراع السوري لـ "بي كا كا" الإرهابية في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تحول إلى تعاون وثيق في الحرب السورية، حيث تعتبر روسيا المعروفة بدعمها لنظام بشار الأسد "حزب الاتحاد الديمقراطي" المتعاونة مع النظام، بأنها حليف طبيعي.

وكسبت تلك العلاقات زخماً كبيراً مع زيارة أسماء بارزة في "الاتحاد الديمقراطي" للعاصمة الروسية في الأشهر الأخيرة، وإسقاط تركيا للمقاتلة الروسية التي انتهكت المجال الجوي لتركيا.

وبدأت روسيا والمنظمة  هجمات جوية وبرية بشكل منسق تستهدف فصائل المعارضة السورية المعتدلة في المناطق الشمالية الغربية لحلب التي ينتشر فيها عناصر المنظمة تحت مسمى " المكافحة المشتركة لداعش"، حيث ذكرت تقارير أن الجيش الروسي ألقى ذخائر تزن 5 أطنان في حي الشيخ مقصود في الطرف الشمالي لحلب، الواقع تحت سيطرة "الاتحاد الديمقراطي".

ولجأت منظمة "حزب الاتحاد الديمقراطي" إلى تهجير التركمان والعرب من المناطق الواقعة تحت سيطرتها وذلك من أجل إنشاء حزام شمالي سوريا خاضع لسيطرتها، كما ضيقت على المؤسسات التعليمية للأقليات غير المسلمة، في وقت أدرجت فيه منظمة العفو الدولية تلك الممارسات والمضايقات في تقرير مفصل نشرته في 13 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!