ترك برس
تقع مدينة زونغولداك (Zonguldak) في شمال غرب تركيا، وبالتحديد في الغرب من إقليم البحر الأسود. تبعد مدينة زونغولداك عن إسطنبول 327 كيلومتر، ويمكن الذهاب إليها انطلاقًا من إسطنبول بواسطة الحافلة لمدة 4 ساعات ونصف الساعة، أو من خلال الطائرة لمدة نصف ساعة.
تُعد الحضارة الحثيّة أولى الحضارات الإنسانية التي استوطنت مدنية زونغولداك عام 2500 قبل الميلاد، ومن ثم أعقبتها الحضارة اليونانية في القرن السابع قبل الميلاد، إذ قدموا اليونان إليها بهدف التجارة، ولكن بجمالها وموقعها الجغرافي المهم جذبت قلوبهم وجعلت الكثير منهم يبقون للعيش فيها بشكل مستمر.
حكم اليونان زونغولداك إلى أن قدم الفرس إليها في عام 334 قبل الميلاد، وطردوا اليونان منها من خلال عدة معارك شديدة تُعتبر هي الأولى من نوعها بين اليونان والفرس. تمكنت الإمبراطورية الرومانية من السيطرة على زونغولداك في القرن الأول للميلاد، واستمرت السيطرة الرومانية ومن ثم البيزنطية الشرقية مستمرة على زونغولداك إلى أن تمكن الجيش السلجوقي من فتحها عام 1084، حيث أصبحت بعد ذلك أحد الولايات الإسلامية.
سيطرت الدولة العثمانية عام 1460 على زونغولداك بعد أن كانت خاضعة لقبائل "الجاندارية" التركية، وظلت خاضعة للسيادة العثمانية حتى قيام الجمهورية التركية عام 1923.
تُعد زونغولدك أغنى حوض لحجر الفحم في تركيا، وقد تم اكتشاف أول منجم للفحم فيها في عهد السلطان العثماني محمود الثاني
"1785 ـ 1839" عام 1829، ولكن تم فتح أول منجم للفحم عام 1848 من قبل الشركات الفرنسية والبلجيكية، واستمرت هذه الشركات في استخراج الفحم إلى عام 1920. توقفت عملية استخراج الفحم بسبب حرب التحرير التي كان يخوضها الشعب التركي ضد المحتلين والغزاة، ولكن بعد تأسيس الجمهورية التركية عام 1923، عاد العمل من جديد إلى استخراج عملية الفحم ولكن بأيدي تركية.
تتمتع زونغولدك بالعديد من الأماكن السياحية الترفيهية والتاريخية، وذلك نظرا ً لتضاريسها الجغرافية المتنوعة والحضارات التاريخية القديمة المتعاقبة على أرضها، وللحصول على رحلة سياحية مُثيرة أثناء زيارتكم لمدينة زونغولداك، لا بد من زيارة الأماكن أدناه:
ـ ساحل البحر الأسود: تطل زونغولداك على الساحل الغربي للبحر الأسود، ويتميز البحر الأسود بصفاء مائه، ومن خلال زيارة ساحله يمكن أخذ حمام سباحة منعش، أو ممارسة رياضة الغوص لمحبي المغامرات.
ـ شلالات غونيشلي: تقع شلالات غونيشلي بين طيف من الأشجار الخضراء التي تعكس الجمال الطبيعي الساحر، وكما تحتوي في قاعها على مكان مناسب للسباحة والاستجمام، لمن يرغب في الحصول على الانتعاش وسط أحضان الطبيعة.
ـ كهف جايير كويو: يبلغ طول الكهف 1300 متر، يوجد على بوابات الكهف عدد من البحيرات الصغيرة الصافية والمحتوية على عدد من أنواع الأسماك الطبيعية ذات الألوان النضرة، بزيارة الكهف ستتمتع أبصاركم بالجمال الطبيعي الباهر البديع.
ـ كهف غوك غول: يُطلق على مدينة زونغولداك اسم بلاد الكهوف، لما تحتويه من عدد كبير من الكهوف الصغيرة والكبيرة، وكهف غوك غول أحد الكهوف الكبيرة لمدينة زونغولداك. متشابه إلى حد كبير مع التفاصيل الخاصة بكهف جايير كويو، ولكن يختلف عنه باحتوائه على بعض من قطرات الماء والتراب المتجمدة المتشكلة طبيعيا ً بداخله، والتي تُعطي أشكال طبيعية خلابة تُبهر الناظرين إليها.
ـ مدينة تيون القديمة: مدينة تيون هي أول مدينة تم إنشاؤها في مدينة زنغولداك، ولم يتمكن علماء الآثار من الوصول إلى الباني الحقيقي لمدينة تيون، ويمكن اعتبار مدينة تيون أحد المعالم التاريخية الحضارية المعمارية الهامة التي تتمتع بها مدينة زونغولداك. مدينة تيون القديمة تمثل المتحف التاريخي المفتوح لعشاق التاريخ والأطرزة المعمارية القديمة.
ـ قلعة فيليوس: يُعتقد أن الرومان هم من قاموا بإنشائه في نقطة تطل على البحر، لتوفير الحماية المُحكمة لمدينتهم. تعكس قلعة فيليوس الخبرة العسكرية الاستراتيجية التي حازت عليها الحضارات القديمة.
ـ جامع كوبرولو: تم إنشاء جامع كوبرولو من قبل الصدر الأعظم محمد باشا عام 1661. يحتضن بين طياته وتفاصيله الجمال المعماري الذي تميزت به الحضارة العثمانية العريقة.
إلى جانب زيارة تلك الأماكن السياحية الترفيهية والتاريخية الثقافية، يمكنكم الاستمتاع بزيارة أحد المطاعم الشعبية التي تعرض المأكولات الشهية الخاصة بمنطقة زونغولداك، والتي أهمها الفطير متنوع الحشو والمذاق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!